مقطع فيديو التقط من على بعد 50 مترا يوثق مقتل الفتى نائل بضاحية نانتير الفرنسية، كان بوابة العالم الوحيدة لاكتشاف تفاصيل الحادثة.
تم تداول الفيديو بإسهاب وجاب مختلف أنحاء العالم في وقت كانت فيه فرنسا تشتعل غضبا عقب مقتل الفتى المنحدر من أصول جزائرية برصاصة اخترقت صدره من قبل شرطي.
الفيديو وإن قدم الخطوط العريضة لما حدث وأدان الشرطي بشكل قاطع، لكن كانت هناك مقاطع أخرى أكثر وضوحا ظهرت لاحقا لتقدم زوايا إضافية حول الكارثة.
المقطع يظهر تفتيشا مروريا شديد التوتر، كما يبرز بالمقطع، استخدام العنف ضد الفتى الذي لم يتجاوز عمره السابعة عشرة، والذي كان يقود سيارة مستأجرة دون رخصة قيادة.
بعد دقائق فقط من انتشار ذلك المقطع، ظهرت الكارثة من زاوية أخرى: واحد من اثنين من عناصر الشرطة-كانا على متن دراجات نارية- أخرج مسدسه وسدد نحو نائل لكن في نفس الوقت تحركت السيارة.
وفي نفس تلك الجزئية من الثانية، أطلق الشرطي النار ليصيب الفتى في صدره، وكانت إصابة قاتلة رغم جهود المسعفين.
من يتابع الأحداث من بعيد، سيبدو بالنسبة له وكأن السائق حاول الفرار، لكن كيف لشخص يريد الابتعاء عن الشرطيين اللذين كانا على متن دراجات نارية أن يتحرك بذلك البطء، خصوصا وأنه كان يقود سيارة آلية القيادة ومن نوع فاخر وقوي؟
أما الفيديو الثالث، فالتقط على بعد 50 مترا، وهو المقطع الأكثر انتشارا، حيث أظهر سيارة نائل وهي ترتطم بلوحة طريق بعد أن أمرها شرطي على متن دراجة نارية بالتوقف.
لكن كانت تلك اللقطة الأخيرة في المأساة، فالسيارة تحركت من أمام الشرطيين؛ لكنّ أحدهما سارع مباشرة بإطلاق النار على نائل ما جعل الأخير يفقد السيطرة على السيارة.
الراكب الأول سارع بالهروب، أما الثاني والذي كان موجودا بالمقعد الخلفي للسيارة المستأجرة، فوقع في قبضة الشرطة.
ما الذي حدث؟
الفتى كان يقود سيارة مستأجرة دون رخصة قيادة، وبحسب رواية الشرطة، فقذ رفض الامتثال لأوامر التوقف بالمرة الأولى ولكنه توقف بعد ذلك، وحين وصل أحد العناصر أشهر مسدسه بوجه السائق.
أحد أصدقاء الموجودين معه أثناء الحادثة، قال في روايته المتداولة عبر تسجيل صوتي – لم يتسن التأكد من صحته- إن الشرطي قام بترهيب نائل وهدده وهو ما أثار الرعب في نفس الفتى.
وأضاف أن نائل لم يهرب لكن حالة الفزع التي كان عليها جعلت السيارة آلية القيادة تتحرك بطريقة لا إرادية منه، ما يفسر سرعتها البطيئة بالنسبة لشخص يريد الانطلاق بأقصى سرعة ممكنة للإفلات من الملاحقة.
وفي غضون ذلك، سيكون التحقيق حاليا حول ما إذا كانت قوات الأمن طبقت النظام والقانون، وما إن كان الشرطي الثاني أخرج أيضا مسدسه نصف الآلي أثناء الحادثة؟
قانونيا، لا شيء يمنع شرطيا من إشهار مسدسه في وضع مماثل، لكن لا يسمح لهم بإطلاق النار إلا في الحالات شديدة الخطورة أي في حال كانت حياتهم أو حياة آخرين مهددة.
وبالنسبة لمحاميي عائلة نائل، لم يكن الأمر يتعلق بحالة دفاع عن النفس، وهذا ما تظهره جميع مقاطع الفيديوهات التي وثقت تفاصيل الكارثة، من جميع الزوايا.