بـ”أوسمة تكريم”، ظهر والد شاب عراقي، في مقطع مصور، مُتحدثًا عن ابنه الذي قتل في صفوف قوات فاغنر الروسية، بأوكرانيا.
“إنه أراد الفوز بحريته التي وجدها في روسيا، وأراد أن يكون رجلا يدافع عن حريته وعن نفسه”، يقول والد العراقي عباس أبو ذر وتوت الذي لقي حتفه في السابع من أبريل/نيسان الماضي، بعد يوم من وصوله إلى مستشفى لمجموعة فاغنر في مدينة لوغانسك التي تسيطر عليها روسيا بشرق أوكرانيا.
كلمات لخصت التحول الكبير في حياة ابنه من سجون روسيا مرورًا بمقاتل “متطوع” في صفوف قوات “فاغنر”، إلى قتيل سطر اسمه، كأول حالة مؤكدة لمقتل مواطن من الشرق الأوسط في الصراع.
ففي مقطع مصور نشره موقع روسي، يظهر رجل قيل إنه والد وتوت وهو يتلقى أوسمة تكريم لابنه بعد وفاته وأنه أيد قراره بالانضمام لفاغنر “متطوعا”.
ماذا نعرف عن وتوت؟
تظهر وثائق قضائية أن محكمة في مدينة قازان الروسية أصدرت حكما في يوليو/تموز 2021 بسجن وتوت أربع سنوات ونصف عن اتهامات تتعلق بالمخدرات. وجاء في الوثائق أن وتوت كان طالبا في السنة الأولى في جامعة فنية.
وعن وتوت، قال يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، إن مواطنا عراقيا يقاتل مع مجموعته لقي حتفه في أوكرانيا في أوائل أبريل/نيسان في أول حالة مؤكدة لمقتل مواطن من الشرق الأوسط في الصراع.
وردا على طلب من “رويترز” للتعليق، أكد بريغوجين أنه جند وتوت في السجن، قائلا إنه ليس أول مواطن عربي ينضم لقواته من السجن، مضيفًا أن وتوت قاتل ببسالة و”مات بطلا”.
وقال موقع إلكتروني إخباري روسية في وقت سابق إن العراقي عباس أبو ذر وتوت لقي حتفه في السابع من أبريل/نيسان الماضي، وجاء في الموقع الإخباري أن وتوت أصيب في باخموت الواقعة في إقليم دونيتسك التي قال بريغوجين إن فاغنر سيطرت عليها في منتصف مايو/أيار الماضي، بعد معركة احتدمت منذ 2022.
حالة مشابهة
والأسبوع الماضي، أعلنت أوزبكستان مقتل أحد مواطنيها خلال قتاله في أوكرانيا مع مجموعة “فاغنر” العسكرية الروسية الخاصة، بحسب مسؤول في الشرطة المحلية قال لوكالة فرانس برس: “جثة الرجل الذي كان يقاتل في مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة أعيدت إلى مطار نامنجان” شرق البلاد.
وكانت الاستخبارات الأوزبكية أعلنت مقتل الرجل بطائرة مسيرة بدون توضيح مكان أو تاريخ مقتله. وهذه ثاني حالة تؤكدها الاستخبارات في البلاد.
ومنذ بدء الحرب الأوكرانية، أفادت وسائل إعلام محلية بمقتل عشرات من مواطني جمهوريات آسيا الوسطى، قرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان، بعضهم يقضي عقوباته في السجون الروسية.
وبحسب الاستخبارات الأوزبكية فإن الرجل سافر إلى روسيا “لإعالة أسرته” ونجح في “كسب المال”، لكن بحسب المصدر تم اعتقاله عند الحدود الروسية الأوكرانية و”بحوزته هيرويين” وحكم عليه بالسجن في روسيا ثم تم تجنيده وهو مسجون للقتال في أوكرانيا.