مع انخراط العواصم الكبرى في الحرب الأوكرانية، يبدو الأمل في حل للصراع الدائر منذ أوائل العام الماضي سيأتي من الهامش.

وفي أقصى الشرق بدأت إندونيسيا في البحث عن سبل لمقاربة متوازنة تعيد أطراف الصراع إلى مائدة التفاوض.

واقترح وزير الدفاع الإندونيسي اليوم السبت خطة سلام للحرب في أوكرانيا، داعيا إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح واستفتاء تجريه الأمم المتحدة في المناطق التي وصفها بالأراضي المتنازع عليها.

ودعا برابوو سوبيانتو وزراء الدفاع والعسكريين من مختلف دول العالم المجتمعين في حوار شانغري-لا، أبرز القمم الأمنية الآسيوية، في سنغافورة لإصدار إعلان يدعو إلى وقف الأعمال العدائية.

واقترح خطة متعددة النقاط تشمل وقفا لإطلاق النار “في المواقع الحالية التي يتمركز فيها الطرفان المتحاربان” وإنشاء منطقة منزوعة السلاح بالانسحاب 15 كيلومترا من موقع عمليات كل طرف.

وقال إنه يجب مراقبة المنطقة منزوعة السلاح والإشراف عليها من قبل قوة حفظ سلام تنشرها الأمم المتحدة، مضيفا أنه ينبغي أن تجري الأمم المتحدة استفتاء “للتأكد بموضوعية من رغبات غالبية سكان مختلف المناطق المتنازع عليها”.

ويأتي اقتراح إندونيسيا في أعقاب زيارة الرئيس جوكو ويدودو لموسكو وكييف، حيث عرض الوساطة بين زعيمي البلدين وإحياء محادثات السلام. وكان في ذلك الوقت أيضا يترأس مجموعة العشرين.

وخلال اجتماعات حوار شانغري-لا، أشار جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إلى أنه إذا توقف الدعم العسكري لأوكرانيا، فإن الحرب ستنتهي بسرعة ولكن مع سقوط سيادة ذلك البلد أمام العدوان الخارجي.

وقال بوريل “لا يمكننا التوقف عن دعم أوكرانيا عسكريا لأننا لا نريد السلام الذي هو سلام الاستسلام، سلام الطرف الأقوى”.

وبدأت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا في فبراير/شباط عام 2022، لكن لا مؤشرات حتى اللحظة على قدرة موسكو على الحسم العسكري في ضوء المدد الغربي الواسع لكييف.

وترى موسكو أن الحرب الدائرة في أوكرانيا هي حرب يخوضها حلف شمال الأطلسي الناتو، ما يثير المخاوف من انجراف الصراع مواجهة نووية.

وكانت تركيا قد سعت في وقت سابق إلى بدء مفاوضات سلام بين كييف وموسكو لكنها لم تنجح إلا في تأمين ممر بحري لتوريد الغلال للعالم.

ويأتي المقترح القادم من شرق العالم في وقت تقول فيه كييف أنها مستعدة لسن هجوم مضاد واسع لاستعادة السيطرة على مناطق فقدتها خلال شهور من المعارك.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديميير زلينيسكي اليوم السبت مستعدون لشن هجومنا المضاد على القوات الروسية.

وطالما تعدت كييف بشن الهجوم المضاد في الربيع، لكن حرارة الصيف بدأت في تبديد التصريحات الأوكرانية.

وألقت الأزمة في شرق أوروبا بظلالها على الأوضاع الاقتصادية العالمية ما يدفع بلدان العالم غير المنخرطة في المواجهة للبحث عن حلول لإنقاذ الاقتصاد العالمي الذي لا يزال في طور التعافي من أزمة وباء كوفيد 19.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *