تواصلت ردود الفعل العربية والدولية الشعبية والسياسية المنددة بهجمات الاحتلال التركي على شمال وشرق سوريا وجنوب كردستان.
وصعّدت دولة الاحتلال التركي من هجماتها على شمال وشرق سوريا، منذ ليل السبت 19 تشرين الثاني الجاري؛ مستهدفة مراكز حيوية كالمشافي والمستوصفات والمدارس وصوامع الحبوب ومنشآت للنفط والغاز ومناطق أخرى آهلة بالمواطنين.
قلق مصري
وكانت وزارة الخارجية المصرية، أعلنت إنها تتابع “بقلق الاعتداءات التركية والإيرانية” في سوريا والعراق، على مدار الأيام الماضية.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية المصرية “أحمد أبو زيد”، أن ما يحدث هو “انتهاك لسيادة دمشق وبغداد”.
وأكد المتحدث أن مصر وهي تتابع التطورات باهتمام على مدار الساعة، تطالب بخفض التصعيد حقناً للدماء، ولتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار.
وحسب الخبراء فإن الصمت الدولي على الجرائم التركية يفضح نفاق القوى الدولية وازدواجية معاييره وتناقضه في ظل التواطؤ ضد قضايا الشعوب المظلومة مقابل الدفاع عن فئات قد تكون منبوذة بالشرق الأوسط.
الكرد يدفعون ثمن فشل أردوغان
ودعا الباحث في شؤون الإسلام السياسي ورئيس حزب شباب مصر، السيد العادلي “المجتمع الدولي لضرورة التصدي للبلطجة التركية ضد الشعب السوري والبطش المستمر من جانب نظام أردوغان على سوريا وشعبها”، مشيراً إلى أن “تلفيق أردوغان للكرد بأنهم وراء العمليات الإرهابية التي شهدتها تركيا مؤخراً أمر غير منطقي وغير واقعي بالمرة”.
وأكد العادلي لوكالتنا “النظام التركي يسعى إلى التغطية على فشله في الداخل باختلاق أزمات حدودية لإشغال الرأي العام الداخلي”، مؤكداً “أن الكرد يدفعون ثمن إخفاق أردوغان ونظامه “
وحذر العادلي من “استمرار التعدي على الأراضي السورية”، لافتاً إلى أن “هذا الأمر يؤدي إلى “زعزعة الاستقرار” في شمال سوريا وقد يمتد إلى المنطقة العربية كلها”، مؤكداً على “ضرورة حماية الكرد واحترام حقوقهم في تقرير المصير”.
إمبراطورية على جثث العرب والكرد
من جانبه، استنكر الكاتب والمحلل السياسي المصري، إبراهيم شعبان “الهجمات التركية، والتي أوقعت عشرات القتلى والمصابين رداً على مزاعم أنقرة بوقوف حزب العمال الكردستاني، وراء تفجير إسطنبول قبل نحو أسبوع”.
وقال شعبان، إن “العملية العسكرية التي تنفذها تركيا شمالي سوريا والعراق، تحت عنوان (المخلب- السيف) ليست لها أي مشروعية وتعد جريمة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم التركية ضد الكرد والتي لم تحاسب تركيا على مدى عقود على انتهاكاتها في هذا الملف، ورفض حق الوجود للشعب الكردي”.
وأضاف “على تركيا أن تعلن نتائج تحقيقاتها في التفجير الذي ضرب إسطنبول والأشخاص المتهممون وفق مزاعمها، بالضلوع في هذا التفجير الإرهابي وطلب تسليمهم من السلطات الكردية، لكن استباحة أرواح الشعب الكردي ومدنه وقراه بهذا الشكل، وعبر قصف جوي غاشم جريمة بكل المقاييس”.
ورفض شعبان، الصمت الدولي تجاه الجرائم التركية على شمالي سوريا والعراق تحت دعاوى مطاردة إرهابيين. قائلاً: إن “الإرهاب الحقيقي هو ما يمارسه أردوغان وتمارسه الدولة التركية ضد الكرد منذ عقود”.
وشدد شعبان، على أن “الحرب التركية على كل من شمال سوريا والعراق وتواصلها بشكل بربري تتماشى مع فكرة العثمانية الجديدة التي يتبناها أردوغان وتقوم على سحق باقي شعوب الخلافة.”
وحذر شعبان، من الصمت العربي التام تجاه القصف التركي “أنقرة لن ترفع يدها بعد ذلك عن العرب، فاليوم تقصف الكرد وغداً بلدات وقرى عربية كاملة في سوريا والعراق تحت مزاعم الإرهاب. إن تركيا أصبحت خطراً على العرب كما هي خطراً على الكرد”.
ورداً على سؤال بخصوص الخطوات اللازمة من شعوب المنطقة، طالب شعبان “بحوار عربي – كردي عميق، وتعميق الصلات بين العرب والكرد الذين هم جزء أصيل وأساسي في المنطقة منذ آلاف السنين، والابتعاد عن التهم والروايات التي ساقتها أجهزة المخابرات منذ عقود، في حق الكرد لتشويه صورتهم والانتباه للخطر العثماني الحقيقي والدولة أو بالأصح الخلافة التي يعيدها أردوغان وتقوم على جثث العرب والكرد”.
فضيحة المجتمع الدولي
من جانبه، دعا الحقوقي المصري ورئيس المنظمة المصرية العربية لحقوق الإنسان، أسامة شمس، إلى “تحرك دولي وعربي سريع لمواجهة الهجمات التركية على سكان شمالي سوريا وجنوب كردستان”.
وقال لوكالتنا: إن “الصمت العربي تحديداً على الانتهاكات التركية بحق الشعب الكردي سيفتح شهية نظام أردوغان لمد نفوذه لمناطق عربية أخرى تنفيذاً للميثاق الملي العثماني”.
وأشار شمس إلى أن “العمليات العسكرية التركية على شمال سوريا تمثل انتهاك واضح للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وحق كل إنسان في الحياة بشكل آمن فضلاً عن ارتكاب الجيش التركي جريمة القتل على الهوية حيث أن معظم الضحايا يتم استهدافهم لمجرد أنهم كرد وهذه جريمة فى حد ذاتها ويجب محاكمة أردوغان بسببها”.
واستنكر شمس “استمرار الصمت الدولي تجاه جرائم تركيا بحق الشعب الكردي، وغض الطرف عن كل هذه الانتهاكات التي تصل لحد لارتكاب جرائم حرب وتغيير ديموغرافي بحق الكرد”.
ولفت إلى أن ” الصمت الغربي يأتي بالتوازي مع حالة الضجيج والحملات التي تقوم بها الدول الغربية للدفاع عن حقوق الشواذ وتمكين وجودهم بالمجتمعات الشرقية”، معتبراً أن “هذا التناقض الفاضح يكشف الوجه الحقيقي للحضارة الغربية التي تتخذ الحرية ستاراً لأهدافها”.
وطالب الناشط الحقوقي المجتمعات العربية بضرورة “تقديم كافة أوجه الدعم الشعبي للمقاومة الكردية؛ باعتبارها الأمل الأخير فى مواجهة الاحتلال التركي ووقف تمدده بالمنطقة”، داعياً “نشطاء التواصل الاجتماعي العرب لإلقاء الضوء وإبراز دور الشبان والفتيات الكرد في جبهات القتال بغض النظر عن مواقف الأنظمة العربية التي تحكمها الحسابات والمواقف السياسية”.