السياسة في أوقات الحروب تغلف كل شيء، تنزع من الثقافة خصوصيتها، وتخلع عن المتاحف ودور العرض هويتها، لتضع حد فاصلا بين عصرين.

إذ أعلن متحف هيرميتاج في أمستردام، عزمه تغيير اسمه، بعد عام من قطع علاقاته مع المتحف الذي يحمل الاسم عينه في سانت بطرسبرغ في روسيا، في أحدث تداعيات التوتر بين الغرب وموسكو.

وابتداءً من سبتمبر/أيلول، سيطلق على متحف هيرميتاج أمستردام اسم متحف “هارت”.

كما أقام المتحف شراكات مع المتحف البريطاني ومركز بومبيدو ومتحف سميثسونيان الأمريكي للفنون لإضفاء الفن على المبنى التاريخي الواقع على ضفاف نهر أمستل بالعاصمة الهولندية.

وقالت مديرة المتحف أنابيل بيرني في بيان “إنها خطوة جديدة ومثيرة بالنسبة لنا.. نموذج معاصر ومستقبل المستقبل”.

وتابعت أن برنامج المتحف سيكون “متعدد الأصوات، ويعكس الأوقات التي نعيش فيها”، مضيفة أن البرنامج سيتراوح أيضا بين المعارض الفنية الكبرى والعروض التقديمية الأصغر.

ووفق البيان، سيكون العرض الرئيسي الأول، المقرر افتتاحه قبل عام 2024، عبارة عن شراكة مع مركز بومبيدو في باريس يركز على حياة فاسيلي كاندينسكي؛ الفنان الروسي المولد الذي أصبح مواطنًا فرنسيًا وتوفي في فرنسا عام 1944.

وافتتح المتحف في الأصل عام 2009 واعتمد بشكل كبير على المجموعة الفنية الضخمة من متحف هرميتاج في سانت بطرسبرغ الروسية، من أجل إقامة معارضه وعروضه الفنية.

لكن المتحف الهولندي أنهى العلاقة مع المتحف الروسي العام الماضي.

ومنذ إنهاء العلاقة مع المتحف الروسي، أغلق المتحف الهولندي معظم عروضه للجمهور، قبل أن يطل بوجه جديد، هذا الأسبوع، ينتظر أن يكون أكثر ميلا للغرب.

وقصة هذا المتحف هي فصل جديد في التوتر الذي يصل إلى حد القطيعة، بين الغرب وموسكو، على خلفية الحرب في الأراضي الأوكرانية، والتي أنهت عقودا من التعايش والعلاقات الجيدة في مجالات عدة، خاصة التجارة والثقافة، بين الطرفين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *