3 أشكال للهجوم
الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات، شادي مُحسن قال إنه عندما نتحدث عن هجوم إسرائيلي على إيران فلابد أن ينقسم إلى 3 أشكال، استهداف إيران نفسها أم استهداف المواقع النووية نفسها، أم استهداف مواقع عسكرية استراتيجية حساسة تُغذي البرنامج النووي وتحتوي على طائرات الدرونز والصواريخ البالستية، لافتاً إلى أن مجموع تلك الأهداف في إيران تقع في 21 موقع.
وأضاف في اتصال هاتفي لـ”24″، أن هناك مواقع خارج إيران منتشرة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، لافتاً إلى أن استهداف تلك المواقع أمر كبير جداً بالنسبة لإسرائيل، مشيراً إلى ضربة إسرائيلية سابقة لمثل هذه الأهداف قائلاً: “في يوليو 2022 الموساد نفذ عملية استهداف معسكرين بهم 100 درون إيراني في غرب العراق، وكانت أزمة بالنسبة لإيران”.
واستطرد: “عدد الأماكن التابعة لإيران بالخارج كثيرة جداً، ولكن إسرائيل قدمت نماذج أو سوابق أنها قادرة على الوصول لها في أي وقت، وآخرها معسكر الحفا في اليمن، وهو معسكر حوثي إيراني وبه قيادات من تنظيم حزب الله اللبناني ومخزن صواريخ باليستية، حيث استهدفته إسرائيل أثناء عملية الجرف الصامد”، وأضاف أنه عندما نسأل “من هي إيران؟” حال استهداف إسرائيل لها، فنحن نتحدث عن الكثير من الأهداف سواء في الداخل أو في الخارج.
متطلبات سياسية
أما عن المتطلبات السياسية لضرب إيران، فقال إن المتطلب السياسي الأول لإسرائيل هو التنسيق مع الأمريكان موافقتهم، لافتاً إلى أنها مسألة حتمية نظراً لتداعيات عدم التنسيق والذي يتمثل في توتر في العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وعلى سير الانتخابات في كلا البلدين، بالإضافة إلى الرد الإيراني الذي من الممكن أن يشمل استهداف حلفاء للأمريكان “ليس لهم ذنب”، فضلاً عن رد فعل حزب الله الذي من الممكن أن يشعل المنطقة.
متطلبات عسكرية
أما عن المتطلبات العسكرية، فتتمثل في شقين، الأول عسكري مُسلح والآخر سيبراني، موضحاً أن هناك قنبلة لم يحصل عليها الإسرائيليون بعد وهي قنبلة “جي بي يوم 51″، وقادرة على اختراق الحواجز الفولاذية للمنشآت النووية في إيران، مؤكداً أنه إذا أرادت إسرائيل استهداف المنشآت النووية، فعليها أن تمتلك تلك القنبلة.
ولفت إلى أن هناك طائرتين فقط في العالم قادرة على حمل تلك القنبلة، الأولى هي الطائرة الشبح الأمريكية، والأخرى هي التي على ما يبدو اختارتها إسرائيل وهي الطائرة “إف 35” إلا أن دقة إطلاقة لن تكون دقيقة مثل الطائرة الشبح، ولكن اختارتها إسرائيل على أن تدعمها بطائرات تزود بالوقود.
والقنبلة أمريكية لا تملكها إلا الولايات المتحدة التي شهدت مطالبات عديدة في الكونجرس الأمريكي لمنح القنبلة إلى إسرائيل ولكن لم يتم المصادقة عليها، ولفت مُحسن إلى أن تلك المطالبات كانت بمثابة توضيحات بأن الولايات المتحدة لا تزال تدعم إسرائيل.
وقال الباحث إن إسرائيل ليس لديها الكفاءة العالية في صد الهجمات السيبرانية على منشآتها، وهناك العديد من الحوادث التي تثبت ذلك، لافتاً إلى أن إيران قوية جداً سيبرانياً وقادرة على مهاجمة منشآت حساسة في إسرائيل سواء خدمية أو غيرها.