عملية توغل إسرائيلية هي الأوسع منذ نحو 20 عامًا أدت إلى مقتل تسعة فلسطينيين في الضفة الغربية، ثمانية منهم في مخيم جنين.

وتشن إسرائيل العملية الواسعة التي أعلنت عنها في وقت مبكر الإثنين بعد أسبوعين من عملية كبيرة أخرى استهدفت مخيم جنين تخللها استخدام الطيران المروحي للمرة الأولى منذ عدة سنوات.

وبينت هويات القتلى الثمانية في مخيم جنين أن ثلاثة منهم لا تتعدى أعمارهم 17 عاما، والباقي ما بين 18 و23 عاما من ضمنهم قتيل في مدينة البيرة أصيب خلال تظاهرة تضامنا مع جنين.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، إن القوات الإسرائيلية تضرب “بقوة كبيرة” منطقة جنين.

وصارت مدينة جنين ومخيّم اللاجئين المجاور لها مسرحًا للمواجهات بين الفلسطينيين والقوّات الإسرائيليّة التي كثّفت في الأشهر الماضية عملياتها في شمال الضفة الغربية المحتلة مع تزايد العمليات المسلحة التي تستهدف إسرائيليين ومعها هجمات المستوطنين على الفلسطينيين وأملاكهم ومزروعاتهم.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان بأن “حصيلة قتلى جنين ترتفع إلى 8، إضافة إلى قتيل في رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية. ما يرفع حصيلة اليوم إلى 9، إضافة إلى 50 جريحاً بينهم 10 بحالة الخطر”.

جوا وبحرا

وقال مدير جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين محمود السعدي لوكالة “فرانس برس”، إنّ الهجوم الإسرائيلي يتمّ من الجو والبرّ. وأضاف “قُصفت منازل ومواقع عدّة… الدخان يتصاعد من كلّ مكان”.

وقال إن الجيش الإسرائيلي اقتحم مخيم جنين وما زالت الاشتباكات المسلحة جارية، ويُسمع صوت الانفجارات في المخيم، كما انتشر الجيش في شوارع مدينة جنين وفي محيطها.

من داخل المخيم، قال بدر الغول لفرانس برس: “شاهدتُ جرافات تدخل وتدمر منازل وبداخلها سكانها”. وأشار إلى نزوح عائلات من المخيم مع ما تيسر جمعه من ملابس وأمتعة.

وفي وقت لاحق، قالت الصحة الفلسطينية، إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على مستشفى الأمل في جنين ومنعت الكوادر الطبية من ممارسة عملها

وبدأ الجيش الإسرائيلي منذ فجر الإثنين بقصف أهداف في مخيم جنين. وقال المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت للصحفيين “نتخذ إجراءات” ضد أشخاص محددين.

وتابع الناطق العسكري “نحن نركز على البنية التحتية داخل المخيم. (العملية) يمكن أن تستمر ساعات، ويمكن أيامًا. بمجرد أن نحقق ما نحتاج إلى تحقيقه، سنخرج من هناك”.

وفي وقت لاحق، قال الجيش الإسرائيلي في بيان: “قواتنا عثرت على مختبر متفجرات في مخيم جنين يحوي على مئات العبوات الناسفة الجاهزة للاستخدام”.

فيما نقلت رويترز عن مصدر عسكري إسرائيلي، إن الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى 24 ساعة أخرى على الأقل لإتمام عملية جنين.

بحث عن تهدئة

وفي واشنطن، قال البيت الأبيض: “نراقب الوضع في الضفة الغربية عن كثب”، مضيفا: “ندعم أمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها”.

بينما ذكرت وسائل إعلام مصرية، أن القاهرة تجري اتصالات مكثفة مع الجانب الإسرائيلي لوقف العدوان على جنين.

إلى ذلك، قالت كتائب القسام التابعة لحركة حماس في مخيم جنين في بيان “مقاتلونا من كافة الفصائل الفلسطينية يواجهون جيش الاحتلال في أزقة مخيم جنين محدثين فيهم الإصابات المباشرة”.

من جهتها، أكدت سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي: “رداً على العدوان المستمر، وضمن معركة بأس جنين، نفذ مجاهدونا منذ الصباح عددًا من الضربات النوعية في صفوف قوات وآليات الاحتلال”.

وأعلنت مجموعة “عرين الأسود” من نابلس القريبة أن مجموعة من مقاتليها تشارك في القتال داخل مخيم جنين.

كارثة

في المقابل، وصف عضو إقليم حركة فتح في محافظة جنين محمود حواشين، الأوضاع في مخيم جنين بأنها “كارثية”. وقال لـ”فرانس برس”، وهو يتفقد الجرحى في مستشفى ابن سينا “هذه معركة غير متكافئة بين قوات عسكرية هائلة وبين شعب أعزل لا يملك سوى إرادته”.

وتابع حواشين وهو من مخيم جنين: “باغت الجيش سكان جنين بمسيِّراته واستهدف البنية التحتية من ماء وكهرباء وسيارات. معظم الذين قتلوا مدنيون وليسوا من المقاومة”. وقال “لسنا عشاق دم، نحن عشاق الحرية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *