“بركان يوشك على الانفجار”.. هكذا اعتبر عضو الحركة الشعبية لتحرير السودان “شمال”، محمود إبراهيم، مخاطر استمرار النزاع السودان.
إبراهيم، الذي يرأس مكتب الحركة بمصر والشرق الأوسط وليبيا، اعتبر في حوار أن حمم هذا البركان ستعبر أسوار الدول المجاورة حال استمراره، وقد تقود البلاد إلى مصير يخشاه الجميع وهو التقسيم.
ورغم توقيع “إعلان المبادئ” في مدينة جدة السعودية، الخميس، بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، إلا أن الخروقات لا تزال مستمرة ويتهم كلا الجانبين الآخر بخرق الهدنة، ما يهدد بزج السودان في أتون حرب أهلية شاملة.
* كيف ترى إجلاء دولة الإمارات لرعايا الدول من السودان؟
– الإمارات تلعب دورا أساسيا لأنها دولة شقيقة ونشاطها الإنساني متواصل بالبلاد وسياستها متوازنه واستطاعت إجلاء الرعايا من مدينة بورتسدان وكذلك بعض السودانين والرعايا الأجانب.
*ما رأيك في دعوات دولة الإمارات للحوار ووقف إطلاق النار؟
– تصب في صالح الجميع، وتسهم في استقرار البلاد، وهو ما يسعى إليه الجميع، كما أن حدوث اتفاق سيسهم في تطهير البلاد من الفلول والحركة الإسلامية والتوقيع على الاتفاق الإطاري وتوحيد الجيش والدعم السريع وتسليم السلطة لحكومة مدنية.
ويكتب الاتفاق نهاية فلول الحركة الإسلامية بمؤسسات البلاد ويسهم في جعلها دولة قوية وبها قضاء قوي ومحكمة دستورية قوية.
– ماذا يجري على الأرض.. وما هو تمركز القوات؟
حرب مدن وشوارع بين قوات الدعم السريع والجيش وبسط سيطرة لكل قوى بصورة واسعة مع وضع ارتكازات على مداخل ومخارج المدن خاصة غرب النيل وأم درمان والخرطوم والخرطوم بحري، عبر سيارات رباعية الدفع سريعة التنقل والحركة.
يأتي هذا بالإضافة إلى جنوب الخرطوم باتجاه المطار وكل المداخل من الناحية الجنوبية ومن أهمها طريق كوستي الداخل للكلاكلة وجبل أولوية نظرا لأنها تشكل مناطق حيوية واستراتيجية لأي طرف من الإثنين.
* من الأكثر قدرة على الأرض؟
– قوات الدعم السريع تتمتلك خبرة كبيرة في التحرك السريع بسبب معداتها الخفيفة ولكن الجيش يتحرك ببطئ بسبب عدم خوضه حربا من 30 عام كان يحكمها المؤتمر الوطني الذي كان يختار مليشيات أو شيوخ قبائل لتجنيد مليشيات للحرب بالوكالة عنه.
والجيش الآن يحاول استمالة الشعب له خاصة أنه لم يخض أي عداء سابق مع أحد، ويجب على وسائل الإعلام نقل الحقائق من أرض الواقع ولا يريده أي طرف.
* ما تأثير النزاع على الأهالي؟
– أدى النزاع إلى نزوح كبير من العاصمة وجعلها شبه خالية تماما بسبب نزوح الأهالي إلى أقرب الولايات الأخرى، كما أن الحكومة والقوات المسلحة تحاول إعادة الأهالي بعد محاولة وقف إطلاق النار رغم وجود بعض التعديات والخوف من عودة النزاع بشكل أشرس من ذي قبل.
وهناك عوائل ومواطنين نزحوا إلى دول الجوار عبر المعابر أبرزها مصر عبر معبر “أرقين” ومعبر أشكيت الحدودي، وكذلك الحدود الإثيوبية السودانية والإريرتية السودانية وجنوب السودان، وكذلك بحريا إلى جدة، غير رحلات الإجلاء التي نظمتها دولة الإمارات.
وفي الداخل نزح الأهالي إلى “بورتسودان والقضارف ومدني والنيل الأبيض والجزيرة وسنار وكسلا، وذلك لبعدها عن الصراع في الخرطوم”.
* ما هي المناطق التي تستمر بها الاشتباكات والمعارك؟
– الخرطوم والجنينة والأبيض نظرا لتمركز قوات الدعم السريع وتواجدهم بكثافة وكذلك تواجد معسكرات للطرفين بهما، وكذلك مداخل ومخارج المدن والطرق الرئيسية المؤدية للمناطق الرئيسية والحيوية لفرض السيطرة.
فقوات الدعم السريع يتحرك بعدد من السيارات قليلة حتى لا يستهدفها سلاح طيران الجيش.
* ماذا عن تحركات الطيران؟
– الطيران يتحرك من من معسكرات الجيش خارج سيطرة الدعم السريع الذي سارع بتدمير عدد من المدرجات الخاصة بالطيران حتي لا يستخدم في الاشتباكات ويتم به حسم المعارك.
وأعتقد أن الجيش لن يستطيع استخدام الطيران الكثيف في أماكن تواجد المواطنين العزل وهذا كان خطأ الجيش.
فيما كان الدعم السريع يختبء بأماكن تواجد الموطنين في بداية الحرب، لكن الكثير من الأماكن الآن أصبحت خالية بعد نزوح الكثير منهم بسبب الاشتباكات.
* ما هو خطر استمرار الصراع على السودان ودول الجوار؟
السودان تحدها دول عديدة سواء برا وهي السودان وليبيا وتشاد وجنوب السوادن وإثيوبيا وإريتريا وبحرا السعودية فعدم الاستقرار والفوضي سيهدد جميع تلك الدول ودخول العديد من الإرهابين للبلاد واستخدامها كمعبر لتلك الدول المجاورة ليشكل خطرا كبيرا وعدم استقرار لهم.
فيجب على دول الجوار والفاعلة الضغط من أجل استقرار الوضع في السودان لأنه يشكل موقعا استراتيجيا وفعال للدول العربية.
وانزلاق السودان لحرب يفتح شهية الحركات الإرهابية بالمنطقة عامة والعالم بأسره فليس مالي بعيدة أو ليبيا مما يسهل انتقال بعض الجماعات إلى البلاد.
* هل يمكن أن يقود الصراع لتفكيك السودان كما أراد الإخوان؟
– السودان يشكل 5 أقاليم معروفة منذ القدم وهي الشمال والشرقي والغربي والجنوبي والأوسط وانفصل الجنوب في 2011 وأصبح دولة جنوب السودان، أما الغربي فهناك نزاع أهليا تزامنا مع صراع الخرطوم وينذر بوجود مخطط بإشعال الفتنة في كل الإقاليم.
ووقف إطلاق النار يقطع الطريق أمام مخططات تقسيم البلاد، وهذا ما اتفقنا عليه في اتفاق جوبا أيضا بأن يكون كل إقليم له حكم فيدرالي حتي لا يسمح لمخطط التقسيم بالدخول للبلاد.