في ظل الاقتحامات التي يشنها الاحتلال على مدن الضفة الغربية٬ والمتلازمة بين الحين والآخر شكلت مجموعة من فصائل المقاومة المسلحة بالضفة الغربية تنظيم٬ أطلق عليه اسم “عرين الأسود”٬ يقوم على أساس استهداف حافلات المستوطنين وحواجز الاحتلال العسكرية وذلك رداً على اقتحامات الاحتلال المستمرة للمدن الفلسطينية بالضفة الغربية.
السلطة الفلسطينية تفاوض العرين
“عرين الأسود” تنظيم يضم مقاومين من عدة فصائل في نابلس قام على أساس توحيد الصف الفلسطيني في نابلس للتصدي لاقتحامات الاحتلال٬
إلا أن السلطة الفلسطينية نظرت إلى هذا الأمر ببالغ الخطورة ووجدت أنه يعطي مبرر لاحتلال لاقتحام المدن الفلسطينية ما يسبب سقوط الكثير من الشهداء والجرحى.
وفي الأسابيع الأخيرة ، جرت مفاوضات بين مسؤولين امنيين في السلطة الفلسطينية ومجموعة من المقاومين أطلقوا على أنفسهم لقب ” عرين الاسود” في نابلس حسب ما كشفته القناة 12 الإسرائيلية مساء الأحد.
ووفقا لزعم القناة فقد عرضت السلطة عليهم الاندماج في مؤسسات السلطة الفلسطينية ، وشراء الأسلحة منهم ، ليصبحوا موظفين يتقاضون رواتب مقابل نزع سلاحهم ووقف عمليات اطلاق النار في شمال الضفة.
وحسب مراسل القناة إيهود بن حمو” فقد استمرت المفاوضات لبعض الوقت ، لكن مصادر فلسطينية صرحت بأنها انفجرت أمس دون إبداء الأسباب”.
وأعلنت مجموعات “عرين الأسود” الفلسطينية المسلحة تبنيها لعملية إطلاق النار تجاه حافلة اسرائيلية صباح الأحد قرب “نابلس”.
حتى فترة قريبة جداً، لا تزيد على ستة أشهر، لم يكن اسم “عرين الأسود” معروفاً، لكن كان هناك حضور فاعل للمقاومين منذ العام الماضي، من خلال مجموعة من الشبان غير المؤطرين، الذين حملوا السلاح في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وقرروا التصدي له، خلال اقتحاماته المتتالية لمدينة نابلس.
وجاءت عملية الاغتيال التي طاولت ثلاثة مقاومين هم (محمد الدخيل وأشرف مبسلط وأدهم مبروكة) في الثامن من فبراير/شباط الماضي، ليكشف عن هذه الخلية ويخرجها للعلن، وتكون الحادثة رغم فظاعتها (إطلاق أكثر من 80 رصاصة على السيارة التي كان يستقلها الشهداء الثلاثة) قد شكلت النواة الفعلية لمجموعات “عرين الأسود”، وفتحت الباب لانضمام عشرات الشبان إليها.
ومع إعلان الاحتلال الإسرائيلي حينها نجاة أحد المستهدفين من الاغتيال، وهو إبراهيم النابلسي، بات الشاب ابن التاسعة عشرة، محط الأنظار والمستهدف الأول. وبالفعل، نجا مرات عدة من محاولات الاحتلال للوصول إليه، حتى محاصرته واغتياله برفقة أحد المقاومين، وهو إسلام صبوح في التاسع من أغسطس/آب المنصرم.
أثار استشهاد النابلسي غضباً عارماً في صفوف الفلسطينيين، لكنه في المقابل، شكل عهداً جديداً لعرين الأسود، بانضمام المزيد من الشبان، وتوجيهها ضربات موجعة للاحتلال الإسرائيلي، من خلال توسيع رقعة عملياتها.
وما بين الثامن من فبراير/شباط والتاسع من أغسطس/آب 2022، كان الاحتلال يوجه ضربات موجهة للمجموعة الناشئة، باستهداف الشهيدين محمد العزيزي، وعبد الرحمن صبح، يوم 24 يوليو/تموز الماضي، بعدما حاصرهما في منزل بالبلدة القديمة في نابلس، وقصفه بالصواريخ.
وفي مشهد بات مألوفاً كثيراً على السلطة الفلسطينية٬ استغلال إسرائيل دائماً مبرراً أمام المجتمع الدولي لاقتحام المدن الفلسطينية ومما يزيد من الضغط الأمريكي والدولي على السلطة٬ فتحاول الأن تهدئة الأمور في المدن الفلسطينية٬ إلى حين الوصول إلى حل يقضي بجلوس إسرائيل على طاولة المفاوضات وتنفيذ شروط الاتفاقيات الموقعة بين الاحتلال ومنظمة التحرير.
المشهد الفلسطيني الذي اعتاد على مشاهدة اقتحامات الاحتلال وقتله واعتقالاته للفلسطينيين٬ بات لا يطيق هذه المشاهد مرة أخرى خصوصاً اقتحامات المستوطنين وتعديهم علي المدن الفلسطينية بحماية الجيش الإسرائيلي٬ ما جعل الأمور تأول إلي الانفجار ٬ ودائما ما تتخذ إسرائيل تشيكل تنظيمات المقاومة الفلسطينية ٬ ذريعة لاقتحام المدن الفلسطينية وقتلهم للأطفال والنساء والشبان واعتق/الهم للفلسطينيين .