من جديد تعيد روسيا حساباتها، وبدأت في وضع الخطط التي تساعدها في الاعتماد على نفسها في قطاعات عدة.

 

وفي ظل العقوبات المفروضة من قبل أوروبا على روسيا بسبب الحرب الأوكرانية، يبرز قطاع الطيران كأحد القطاعات المتضررة من الحرب، وهو ما يستلزم تحركا سريعا من قبل موسكو.

التحرك جاء من قبل شركة روستيك (Rostec) الروسية، والتي قال رئيسها سيرغي تشيميزوف في رسالة واضحة: “العقوبات الأوروبية هي فرصة لبناء صناعة طيران قوية تعتمد على نفسها”.

تشيميزوف لم يخرج بهذا التصريح من تلقاء نفسه، فشركته “روستيك” التي تدير بعض الأصول الصناعية والدفاعية والهندسية الرئيسية في روسيا قضت عقود من الزمن وهي تتعامل مع شركات الطيران الأجنبية مثل بوينج الأمريكية وإيرباص الفرنسية.

وبعد الحرب الروسية الأوكرانية وفرض أوروبا عقوبات على موسكو، منها منع وصول قطع غيار الطائرات من طرازات بوينج وإيرباص إلى روسيا، والتي تمثل 95% من حركة الركاب في روسيا.

روستيك ترى أن الصراع مع الغرب أصبح “انشقاقاً دائماً”، لذلك تتوقع استمرار العقوبات الأوروبية مؤكدة “نبني خططنا المستقبلية على أساس السيناريو الصعب الحالي”.

وأعلنت الشركة الروسية اليوم الأربعاء عن تصنيع طائراتها بأجزاء محلية 100%، وإنها تخطط لإنتاج 1000 طائرة بحلول عام 2030، وقالت الشركة بشكل حاسم في رد على سؤال طرحه عليها مندوب وكالة رويترز “الطائرات الأجنبية ستنسحب من الأسطول الروسي”، كما تعتقد روستيك أن شركتي بوينج وإيرباص لن يسلما أية طائرات إلى روسيا خلال الفترة المقبلة.

وخلال الفترة من عام 2022 إلى عام 2030، تخطط شركة روستيك (Rostec) الروسية لتسليم 1036 طائرة ركاب، ويشمل ذلك 142 طائرة سوبر جيت الجديدة و270 إم إس 21، بالإضافة إلى 70 طائرة توربينية من طراز إل 114، و70 طائرة من طراز تو -214 متوسطة المدى، و12 طائرة من طراز إيل 96 ذات الجسم العريض، مصممة محليًا، وفقًا لوثائق حكومية.

 

 

هدف مستحيل

وصف ريتشارد أبو العافية، مدير شركة إيروديناميك (AeroDynamic) ومقرها الولايات المتحدة، عملية صناعة ألف طائرة في روسيا بحلول 2030 هي هدف “مستحيل أساساً”، معلقاً “موسكو حتى لو وفرت أشباه الموصلات من الغرب ستواجه مشكلة في الإنتاج”، مشيراً إلى أن روسيا تعتمد على الغرب في استيراد نصف المكونات والتقنيات المستخدمة في صناعة الطائرات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *