الأمن الإسرائيلي: حماس تستعيض عن بناء بنية تحتية مؤسساتية لها في الضفة الغربية، بتجنيد شبان لا يملكون سجلًا أمنيًا

في ظل عملية إطلاق النار في الخليل، التي أسفرت عن مقتل مستوطنة وإصابة آخر بجروح خطيرة، رجّحت أجهزة الأمن الإسرائيلية اليوم (الخميس)، أن المسلحيْن اللذين نفذا العملية، لا ينتميان إلى إحدى الفصائل المُسلّحة، ولا يوجد لهما “تاريخ أمني”، لكن يتم التحقق مما إذا كان وراء التخطيط للعملية، طريقة تنظيمية جديدة لتجنيد المُسلّحين. ويشير إعلان حماس عن مسؤوليتها عن العملية، وهو ما تؤكده إٍسرائيل، لكن لا تشير إلى أن المنفذيْن عناصرها.

ولهذا السبب، رصد الأمن الإسرائيلي مؤخراً، زيادة في نموذج جديد لتجنيد المُسلّحين لتنفيذ الهجمات. ووفقا لهذه الطريقة، فإن حماس لديها ناشط في وحدة دعم التنفيذ. وإحدى مهامه تجنيد الشباب الفلسطينيين لتنفيذ هجوم، ومعظم هؤلاء ليس لديهم سجل أمني. ولكنهم “مهمّشون”، ويعانون من مشاكل مختلفة، أو خلفية دينية قوية. وفي بعض الأحيان، يفصل موعد تجنيد الشخص والعملية المُسلّحة الموكلة إليه، أسابيع أو حتى بضعة أيام، يتلقى فيها التعليمات الخاصة بالعملية والأسلحة والذخائر، وأي شيء آخر يحتاج إليه.

ويعمل نموذج تجنيد المُسلّحين المتطور، بطريقة تستخدمها حماس بشكل رئيسي، وكانت شائعة لدى حركة الجهاد الإسلامي. ويزيد هذا النموذج، من حدة المعضلة الإسرائيلية الحالية، بشأن كيفية العمل ضد حماس أو ضد مقرها الرئيسي في الخارج، والذي يرأسه نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، المسؤول عن أنشطة الجناح العسكري في الضفة الغربية. وفي طريقة العمل هذه، تعتبر العملية فردية. وتقول صحيفة “معاريف” العبرية، إن هذا غير صحيح ومضلل، لأن وراء العملية تخطيط وتنظيم، من جهة لا يعرفها في بعض الأحيان، حتى منفذ العملية نفسه. وتموّل حماس هذا النموذج، إما من قطاع غزة أو إحدى مقراتها في الخارج. كما يُصعّب هذا النموذج على الأمن الإسرائيلي، إحباط العملية، لأن المنفذ ليس له “سجّل أمني”، فيبقى بعيدا عن الشكوك والشبهات، وبوسعه التحرك بحرية.

وفيما يتعلق بعملية الخليل الأخيرة، فإنه ورغم أن الاتجاهات ليست نهائية، لكن أجهزة الأمن الإسرائيلية تُقدر، أن هناك احتمالا معقولا، بتنفيذ العملية، بواسطة هذا النموذج. وتجد الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، صعوبة بالغة في إنشاء بنى تحتية مؤسساتية في مناطق الضفة الغربية، كما كان معروفاً على أرض الواقع، في الانتفاضة الثانية. وفي بعض الأحيان، يتم كشف محاولات استعادة هذا النوع من البنية التحتية بسهولة نسبيا، من قبل أجهزة أمن الإسرائيلية. لذلك، يبدو أن حماس في غزة وحماس في الخارج، تمر بعملية توسّع بشكل كبير في العامين الأخيرين، حيث تسعى إلى إنشاء نموذج أكثر تعقيدًا، يُصعّب على المخابرات الإسرائيلية، التغلّب عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *