الدول العربية إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان. يقدم بعض الدول العربية تقارير ووثائق تثبت تورط إسرائيل في استهداف المدنيين والمنشآت الحيوية واستخدام الأسلحة غير القانونية. تدعو هذه الدول المجتمع الدولي إلى التحقيق في هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين. المسؤولين الأميركيين بتشجيع إيران لوكلائها في العراق وسوريا لاستهداف القوات الأمريكية، تسعى لممارسة ضغط على إدارة الولايات المتحدة.

وفقاً لمسؤول أمريكي سابق، يُفترض أن تكون الهجمات هدفها إجبار تلك القوات على سحب نفسها من الدولتين المجاورتين.

بخصوص الاشتباكات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، يعتقد أن طهران لن تتخلى عن حزب الله لدعم حركة حماس.

هل هناك إمكانية لانسحاب واشنطن بالفعل من العراق وسوريا؟

في هذا السياق، صرح ديفيد شينكر، الذي كان مساعد وزير الخارجية الأمريكي سابقًا، في مقابلة مع “العربية.نت” و “الحدث.نت” بأنه يعتقد”حثت إيران وكلاءها العراقيين مثل الحشد الشعبيمنذ بداية الحرب في غزة، تمت استهداف القوات الأميركية في العراق وسوريا على الرغم من وجود هذه القوات في العراق بطلب من الحكومة المركزية، حيث تقوم بمهمة تدريب وتجهيز لمساعدة بغداد في مواجهة تنظيم داعش واحتواء الخطر الذي يشكله.

وأضاف: “حتى الآن، قام الحشد الشعبي بشن هجمات على القوات الأميركية لأكثر من 100 مرة”، وفقًا لما قاله.

استغلال حرب غزة

كما أضاف الدبلوماسي الأميركي أن ”  إيران وشركاءه يسعى البعض بالوكالة للاستفادة من فرصة الحرب في غزة لطرد نحو 800 جندي أمريكي من سوريا، وفي هذه الأثناء، تعتقد إيران أن الخسائر الأمريكية قد تدفع إدارة الرئيس جو بايدن إلى الانسحاب، ومع ذلك، من غير المرجح أن يحدث ذلك، ليس فقط لأن مهمة مكافحة داعش ضرورية، ولكن أيضاً لأنها سترسل رسالة قوية إلى الشركاء المحليين للولايات المتحدة الذين طالما كانوا قلقين بشأن التزام أمريكا الأمني تجاه المنطقة. وقال: “بعد الانسحاب من أفغانستان، لا يمكن تصور خروج إدارة بايدن من سوريا، خاصةً تحت ضغوط إيران”.

ومع ذلك، أشار إلى أنه من أجل الاستمرار في وجودها في سوريا، يجب على الولايات المتحدة أن تتصدى للتهديدات بشكل أكثر تفصيلًا وتكون صلبة في ردها على الهجمات التي تستهدف الأهداف الأمريكية.

وأعتزم أن “تكون إيران مضطرة لإعادة التفكير في استراتيجيتها، وهذا يعني أنها يجب أن تدفع ثمناً أكبر لأعمالها المستفزة”، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة تشجع الحكومة العراقية للحفاظ على سيادتها، ويعتبر هذا أمراً صعباً لفترة طويلة، خاصة مع نمو تأثير وقوة الحشد الشعبي، وتزايد تشابه العراق مع لبنان”.

توصل إلى رأي يقول أن الأمور أصبحت أكثر تعقيداً بالنسبة لرئيس الوزراء العراقي الحالي، محمد شياع السوداني، بسبب انتماء العديد من المجموعات التابعة للحشد المدعوم من إيران إلى تحالف حكومته. وأشار إلى أن السوداني سيضطر في النهاية إلى اتخاذ موقف لتقليل تأثير الحشد. وبالطبع، يجب على الولايات المتحدة فرض عقوبات على مؤسسة المهندس، خاتم الأنباء العراقي، وتجب على الحكومة العراقية عدم دعم هذه المنظمة. وأضاف أن هذه الخطوة ضرورية ولكنها غير كافية.

حماس وحزب الله

وأكد المسؤول الأميركي أن إيران قد اتخذت قرارًا بعدم استنزاف أصولها في حزب الله لدعم حماس، حيث يعتبر حزب الله قيمته الإيرانية أكبر بكثير من حركة حماس.

وقال بشكل إضافي: “إيران تهدف إلى الحفاظ على قدرات حزب الله حتى يمكن استخدامه على الحدود كوسيلة لردع إسرائيل عن مهاجمة إيران. هذا هو الدور الذي يؤديه حزب الله، ولذلك فإن الحزب يمتلك مرونة في تنفيذ عملياته ضد إسرائيل حتى الآن. وبالتالي، ليس من الضروري أن تتدخل الولايات المتحدة لتقييد تدخل حزب الله خلال حرب غزة، لأن إيران بالفعل تضع حدوداً على تصرفات وكيلها”.

حزب الله

ومع ذلك، أشار شينكر إلى أن العديد من الأشخاص في إسرائيل يعتقدون أنه حان الوقت لشن حرب ضد حزب الله، ويرون أن الحرب في المستقبل لا مفر منها. وفي الوقت نفسه، تستعد إسرائيل بقوة لإعادة بناء نوع من الردع في المنطقة الشمالية، سواء في سوريا أو لبنان.

تشير التقارير إلى أن مجموعات مسلحة عراقية أعلنت يوم الأربعاء الماضي عن استهدافها قاعدة القوات الأمريكية في منطقة “التنف” السورية، وذلك على الرغم من التحذيرات العديدة التي تلقتها الولايات المتحدة منذ السابع من أكتوبر.

وقد تم استهداف العديد من قواعد القوات الأميركية في سوريا والعراق عدة مرات منذ السابع عشر من أكتوبر الماضي.