سلطت وسائل إعلام إسرائيلية ودولية اليوم الخميس، الضوء على خطاب للرئيس محمود عباس، ألقاه في الـ 24 من آب/أغسطس الماضي.

 

والخطاب الذي ألقاه الرئيس عباس خلال اجتماع للمجلس الثوري لحركة فتح، أثار جدلاً كبيراً، حيث تحدث عن اليهود وهجرتهم من أوروبا وعن معاداة السامية.

 

وقال الرئيس عباس في الخطاب بأن “اليهود الشرقيين كانوا ساميين بالفعل، لأنهم نشأوا في الجزيرة العربية ثم سافروا إلى الأندلس”.

 

وتابع: إن “بن غوريون لم يكن يريد أن يهاجر اليهود من الدول العربية إلى إسرائيل، لكنه اضطر لقبولهم بناء على طلب تشرشل، لأنه لم يعد هناك يهود في أوروبا”.

 

وأضاف: بأن “بن غوريون نفذ هجمات على مؤسسات يهودية في الدول العربية لإقناعهم بالهجرة”. وقال الرئيس عباس: “إن اليهود لم يرغبوا في الهجرة ولكنهم اضطروا لذلك عن طريق الضغط والإكراه والقتل”.

 

وتابع: بأن “اليهود الأشكناز ليسوا ساميين”؛ كان هتلر يكره اليهود بسبب رباهم ودورهم في المجتمع، ولم يكن لذلك علاقة بالدين

 

وقال الرئيس عباس في الخطاب، إن “الحقيقة التي يجب أن نوضحها للعالم هي أن يهود أوروبا ليسوا ساميين، ولا علاقة لهم بالسامية”.

 

بدورها، أدانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن خطاب الرئيس محمود عباس، “المعادي للسامية” وطالبته بـ “الاعتذار”.

 

وقالت المبعوثة الأمريكية الخاصة لمراقبة ومكافحة معاداة السامية: “صُدِمت من تصريحات الرئيس عباس البغيضة والمعادية للسامية في اجتماع فتح الأخير، لقد أهان خطابه الشعب اليهودي، وحرّف قضية المحرقة، وأساء وصف الهجرة الجماعية المأساوية لليهود من الدول العربية، إنني أدين هذه التصريحات وأحث على تقديم اعتذار فوري”.

 

وكانت حركة فتح دانت اليوم بشدة حملة التحريض الإسرائيلية وأصداءها الدولية ضد الرئيس محمود عباس بناءً على أقوال منسوبة له تم تلفيقها أو إخراجها من سياقها.

 

وقال عضو المجلس الثوري، المتحدث باسم حركة فتح د. جمال نزال: لقد استمع المجلس الثوري في جلسته الـ 11 في رام الله لخطاب الرئيس عباس وجاء في جوهره التزام قاطع بحل الدوليتين وتشديد على التزامنا بخط منظمة التحرير الفلسطينية والتزاماتها وقرارات الشرعية الدولية والمقاومة الشعبية وغير أولئك من المواقف البناءة التي يصم المدافعون عن الاحتلال آذانهم عنها لتغطية المعايير المزدوجة والتقصير الشديد بواجب الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في السيادة والاستقلال في أرضه.

 

وقال نزال: “لم يحدث أن سمعت فتح أو غيرها من الرئيس في جلسة مغلقة أو علنية أي آراء معادية للسلام أو لليهود كديانة”.

 

وتابع: “نحن نشجب أي مسعى لحرفنا عن الجوهر الرئيسي لقضيتنا وهي قضية شعب محتل أرضه ساع لتحريرها وأقامة دولتيه المستقلة في إطار الحق المشروع بتقرير المصير في دولة عاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967”.

 

واستنكرت حركة فتح “سكوت البعض عن التصريحات والممارسات العنصرية الإسرائيلية والتوجهات المعادية للانسانية التي يعبر عنها وزراء اسرائيليون وهم يمدون جسور الشراكة حتى مع أحزاب عنصرية في أوروبا نفسها بما يهدد بتفريغ الديمقراطية الأوروبية من مضمونها”.

 

وبما يخص أوروبا قالت فتح في البيان: من المفيد أن تقوم أوروبا بصد إسرائيل عن نزعاتها الإجرامية ضد المدنيين العزل وترسل إشارة رفض للتوجهات العنصرية الاسرائيلية باتجاه سياسة الفصل العنصري والاستغلال الاستعماري الذي هو السمة الفارقة في شخصية هذا الاحتلال الأشد خطورة على سلام العالم لما فيه من روح استعلاء عنصرية تبث الكراهية بما لا يقتصر على حدود فلسطين والعالم العربي بل يجر الجميع الى مهاوي حروب دينية نرفضها كفتح لان نضالنا وطني استقلالي تحرري وليس موجه ضد ديانة أو عرق بل ضد احتلال أجنبي عنيف يحرس ممارسات إرهابية لمجموعات من المستوطنين لا حضور لهم على رادارات من يترصدون تصريحات قادتنا بحثا عن مجال للتفسيرات الخاطئة وانقيادا وراء السياسة الاعلامية لجيش محتل.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *