احتفالات في أوروبا
شارك آلاف الأوكرانيين في إيرلندا أمس في احتفالات العيد الوطني لاستقلال بلادهم، وذكرت وكالة الأنباء البريطانية “بي آيه ميديا”، أن معظم الشوارع الرئيسية في العاصمة دبلن اكتست بلوني العلم الأوكراني، الأزرق والأصفر، واحتشد المقيمون الأوكرانيون في إيرلندا منذ فترة طويلة، وأيضاً الذين وصلوا مؤخراً كلاجئين بسبب الغزو الروسي لبلادهم، في نفس اليوم الذي يصادف كذلك مرور 6 أشهر على الحرب الحالية.
وكان تم الإعلان في وقت سابق أن السكان في إيرلندا قد جمعوا 5 ملايين يورو عبر موقع “جو فاند مي” لمساعدة الشعب الأوكراني، فيما تظاهر المئات في العاصمة الألمانية برلين، احتجاجاً على الحرب الروسية على أوكرانيا.
وبدأ المحتجون بالصلاة في كنيسة الذكريات ثم ساروا بعد ذلك صوب شارع بوتسدام، وكان بعضهم يلوح بالعلم الأوكراني أو يضعونه فوق أكتافهم أو يرتدون ملابس باللونين الأصفر والأزرق، وقال متحدث باسم الشرطة إن عدد المشاركين بلغ نحو 2000 شخص لكنه أشار إلى قدوم أشخاص آخرين، وكان منظمو الاحتجاجات توقعوا مشاركة ما يصل إلى 10 آلاف شخص، وقالت عضو مجلس إدارة الجمعية فلادا فوروبيوفا: “اليوم هو من ناحية يوم الفزع الكبير حيث مرت 6 شهور على قيام روسيا بمهاجمة أوكرانيا برمتها، لكنه في الوقت نفسه يوم الحرية الكبيرة والاستقلال اللذين تقف أوكرانيا وتناضل من أجلهما”.
كما شاركت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، في احتفالات أوكرانيا بيوم استقلالها، وقالت في خطاب إنها تأمل في أن يتطلع العالم لأوقات أفضل، وجاء في حساب سفارة المملكة المتحدة في أوكرانيا عبر تويتر “قالت الملكة في خطابها لرئيس أوكرانيا (من دواعي سروري الشديد أن أرسل لفخامتكم ولشعب أوكرانيا أحر التحيات في احتفالكم بيوم الاستقلال)”، حسبما ذكرت وكالة الأنباء البريطانية “بي أيه ميديا”، وأضافت “آمل في هذا العام الذي يشهد تحديات كبرى أن يكون اليوم وقتاً للشعب الأوكراني في أوكرانيا وحول العالم للاحتفال بثقافتهم وتاريخهم وهويتهم”.
تجدد القصف
وفي خطوة تصعيدية، أعلنت أوكرانيا مساء أمس أن القوات الروسية قامت بقصف محطة قطار في منطقة دنيبروبيتروفسك الأوكرانية، وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن “22 شخصاً على الأقل قتلوا في قصف روسي لمحطة قطار شابلن في منطقة دنيبروبيتروفسك الأوكرانية”، وأضاف “شابلن هي مصدر ألمنا اليوم”، موضحاً أنه تم انتشال 5 من القتلى من سيارة على مسار السكك الحديدية وأن عمليات البحث والإنقاذ مستمرة.
ووفقاً لمعلومات سابقة، أصيب أكثر من 50 شخصاً في القصف، ولم يتسن التحقق من التفاصيل بشكل مستقل، ويأتي الهجوم في نفس اليوم الذي احتفلت فيه أوكرانيا بمرور 31 عاماً على استقلالها ومرور 6 أشهر على بدء الحرب الروسية.
ودعت المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة ميشيل باشيليت، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى وقف الهجمات المسلحة في أوكرانيا، وقالت إن “محطة زابوريجيا النووية يجب أن تكون منزوعة السلاح”، وأضافت في خطاب ألقته بمناسبة انتهاء فترة عملها “يجب على المجتمع الدولي الإصرار على التوثيق ليتمكن ذات يوم من إثبات جرائم الحرب”.
محاكم في ماريوبول
وبدورها، ندّدت واشنطن بعزم موسكو على إنشاء محاكم في ماريوبول التي سيطرت عليها القوات الروسية في مايو(أيار) الماضي، لمحاكمة المدافعين عن المدينة الأوكرانية الذين وقعوا في قبضة الجيش الروسي أسرى حرب، مؤكّدة أنّ مثل هكذا محاكم “غير شرعية”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إنّ “هذه المحاكمات الصورية المقترحة هي غير شرعية وتمثّل استهزاء بالعدالة ونحن ندينها بشدّة”، وأضاف أنّ “موسكو تهدف إلى صرف انتباه المجتمع الدولي عن الفظائع التي ارتكبها الجيش الروسي في أوكرانيا منذ بدأ بغزو هذا البلد في 24 فبراير(شباط) الماضي”.
وتابع “يحقّ لجميع أفراد القوات المسلّحة الأوكرانية، بمن فيهم المتطوّعون الأوكرانيون والأجانب، الحصول على وضع أسير حرب إذا وقعوا في الأسر، ويجب معاملتهم وحمايتهم بموجب هذا الوضع، وفقاً لاتفاقيات جنيف”، داعياً موسكو إلى “احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي”.
وكانت الأمم المتّحدة أعربت عن قلقها إزاء احتمال إنشاء محاكم مخصصة لمحاكمة أسرى الحرب في ماريوبول، مشيرة إلى أنّ القانون الدولي يحظر إنشاء محاكم مخصّصة فقط لمحاكمة هؤلاء الأسرى.
وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شامداساني “نشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بأنّ روسيا الاتحادية والمجموعات المسلّحة التابعة لها في دونيتسك تخطّط – ربّما في الأيام القليلة المقبلة – لمحاكمة أسرى حرب أوكرانيين في إطار ما يوصف بأنه محكمة دولية في ماريوبول”، مضيفة “نذكّر بأنّ القانون الإنساني الدولي يحظر إنشاء محاكم تهدف فقط إلى محاكمة أسرى الحرب، وبأنّ حرمان أسير حرب عمداً من حقّه في محاكمة عادلة ونظامية يمثّل جريمة حرب”.
مساعدات عسكرية
وفي سياق منفصل، دعا وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريسنيكوف، ألمانيا إلى التصريح لدول أخرى بتزويد بلاده بدبابات ليوبارد الألمانية، وفي تصريحات للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني “ايه آر دي”، قال ريسنيكوف مخاطباً الألمان: “بإمكانكم أن تصدروا الإذن لهم ليعطونا الدبابات، نحن نناشد الألمان: أعطونا الأدوات ونحن سننجز المهمة”.
وطالب ريسنيكوف بفعل “ما هو أكثر من مجرد الصداقة والالتزامات الشفهية”، مشيراً إلى أن بلاده تود أن تمتلك المزيد من الأسلحة الحقيقية مثل راجمة الصواريخ مارس 2 على سبيل المثال، وقال إن “أوكرانيا تمتلك 3 قطع منها وسيكون من الأفضل أن تمتلك 12 قطعة”.
واستبعد الوزير إمكانية التوصل لحل دبلوماسي في الوقت الراهن، وقال: “هدف التفاوض هو حلم شركائنا، لكنه ليس حلم أوكرانيا في اللحظة الحالية”، لافتاً إلى أن أمنية بلاده هي تحرير كل الأراضي الأوكرانية المحتلة بشكل مؤقت.
وكان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا ناشد ألمانيا عدم التراخي في تضامنها مع أوكرانيا، وقال في تصريحات لصحيفة “فيلت” الألمانية إن “الشك لن يعود بالنفع إلا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقط”، وأضاف “الشيء المشترك بيننا هو الدفاع عن حريتنا ورفاهيتنا الأوروبية، قفوا إلى جانب أوكرانيا وانتصروا مع أوكرانيا”.
كما نقل موقع “ديفينس نيوز” المتخصص في الأخبار الدفاعية، عن مصادر حكومية وصناعية تركية، أن الحكومة التركية سلمت 50 مركبة مقاومة للألغام مستعملة للجيش الأوكراني.
وقال مسؤول حكومي إن “تسليم المركبات (كيربي) المضادة للألغام والمحمية من الكمائن يأتي نتيجة لاتفاق حكومي، وليس صفقة بين أوكرانيا وشركة (بي إم سي) المصنعة للمركبات”، مضيفاً أنه “بموجب الاتفاق، سلمت وزارة الدفاع الوطني التركية دفعة أولية من 50 مركبة كيربي إلى أوكرانيا، وسيكون هناك المزيد من عمليات التسليم”.
طابع وقائي
وأما نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، فأكد أن العملية الخاصة الروسية في أوكرانيا ذات طابع وقائي، ذلك أن روسيا لم تكن لتقبل بتوطيد وجود الناتو في أوكرانيا، وقال إن “الاتحاد الروسي لا يمكنه أن يقبل بأن يوطد حلف شمال الأطلسي وجوده في أوكرانيا، العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا ذات طبيعة وقائية، لكي لا يفكر القادة المتهورون في الجانب الآخر بمهاجمة الاتحاد الروسي في مرحلة ما”.
في حين صرح نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، بأن حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية الجديدة لأوكرانيا لن تغير الوضع على الأرض كثيراً، وقال لقناة “سكاي نيوز” البريطانية، إن “ذلك يجعل الوضع أكثر صعوبة بالنسبة لنا، وخاصة للسكان المدنيين لأن الولايات المتحدة تزود أوكرانيا بأنظمة المدفعية وراجمات الصواريخ القادرة على إصابة المناطق التي لم يكن بوسع العسكريين الأوكرانيين إصابتها سابقاً”.
وأوضح أن حزمة المساعدات الجديدة لن تغير الصورة بشكل عام، والعملية العسكرية الخاصة ستستمر وفقاً للخطة، وسيتم تحقيق جميع أهدافها، وأضاف “لقد قلنا أننا لا نتسابق مع الزمن، ولدينا الوقت الذي سيكون مطلوباً، ونسعى للحفاظ على أكبر قدر ممكن من الأفراد وأرواح المدنيين، ولذلك نعمل بشكل انتقائي ولا نستهدف البنية التحتية المدنية”.
محكمة دولية خاصة بموسكو
وتعتزم كييف إنشاء محكمة دولية العام المقبل لمحاكمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكبار قادته العسكريين لشنّهم الغزو، وسيشرف نائب رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندريه سميرنوف، على خطة إنشاء هذه المحكمة التي ستحقق في “جريمة العدوان” الروسية، وقال إن “هذه المحكمة هي السبيل الوحيد لضمان محاسبة المجرمين الذين بدأوا حرب أوكرانيا بسرعة”، وأضاف “ذاكرة العالم قصيرة، لذلك، أود أن تبدأ هذه المحكمة عملها العام المقبل”.
وأوضح أن أوكرانيا تعلم أن المتهمين لن يكونوا حاضرين، لكن هذه المحكمة ستعمل على ضمان أن يصنّف هؤلاء الأشخاص على أنهم مجرمون وألا يتمكنوا من التنقل في العالم المتحضر، لافتاً إلى أن فكرة إنشاء هذه المحكمة الخاصة خطرت في باله يوم 25 فبراير(شباط) الماضي، وسيحاكم فيها القادة السياسيون، الرئيس فلاديمير بوتين في المقدمة، والقيادة العسكرية العليا الروسية التي شنت الحرب.
وحدّد المدّعون الأوكرانيون حوالي 600 مشتبه بهم في العدوان حتى الآن، من بينهم مسؤولون عسكريون بارزون وسياسيون ومروجون للحملات الدعائية، وتمت صياغة معاهدة دولية لإنشاء المحكمة وأصبحت جاهزة لتوقيعها من جانب الحكومات التي ترغب في ذلك، وبموجبها تكون قرارات المحكمة سارية على أراضي الدول الموقعة ما يعني أنه يمكن توقيف أي مجرم مدان فيها.
وأشار سميرنوف إلى أن العديد من الدول ستوقّع الوثيقة قبل نهاية العام، والمفاوضات جارية مع العديد من الشركاء الأوروبيين الذين أبدوا استعدادهم لاستضافة المحكمة، وقال “نريد أن يتم الاعتراف بقرارات هذه المحكمة”، موضحاً أنه يدرك تماماً أن المحكمة تحتاج إلى شرعية قوية.
سويسرا على خطى الاتحاد
وحول أزمة الطاقة، أعربت سويسرا عن خفض استهلاكها من الغاز بنسبة 15% هذا الشتاء، وقال المجلس الاتحادي السويسري (الحكومة) إن “سويسرا يجب أن تساهم الآن مثل البلدان الأخرى، في تجنب حالة نقص في الغاز قدر الإمكان عبر اتخاذ إجراءات طوعية لأن غزو روسيا لأوكرانيا هز بقوة قطاع الطاقة”.
والهدف من هذه الخطوة هو خفض الطلب على الغاز الذي تستورد سويسرا كل حاجاتها منه، بنسبة 15% خلال فصل الشتاء – من أكتوبر(تشرين الأول) 2022 إلى نهاية مارس(أذار) 2023 – عن متوسط الاستهلاك خلال السنوات الخمس الماضية.
وأكدت الحكومة السويسرية أن “حالة نقص في أوروبا ستكون لها تداعيات مباشرة على سويسرا وستؤدي إلى تعقيد اللجوء إلى شحنات الغاز التي تشتريها سويسرا في الخارج”، وأوضحت أن “جزءاً كبيراً من خفض الاستهلاك يجب أن يتحقق من خلال توفير طوعي في المنازل والصناعة والخدمات والإدارة العامة”.
كييف ترد على موسكو
وفي رد على تصريحات موسكو بأنها تعمدت إبطاء وتيرة هجومها في أوكرانيا حرصاً على تقليل الخسائر، قال كيريلو بودانوف رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية إن “الهجوم العسكري الروسي يتباطأ بسبب الإرهاق المعنوي والجسدي في صفوف الجنود الروس واستنزاف موارد موسكو”.
وهذا التصريح هو أحد أقوى الإشارات من كييف إلى أنها تعتقد أن القوة الهجومية لروسيا قد تتضاءل، وأضاف بودانوف “لقد أبطأت روسيا بشكل كبير وتيرة هجومها، والسبب في ذلك هو استنزاف قاعدة مواردهم، فضلاً عن الإرهاق المعنوي والجسدي بسبب القتال”.
وفيما يتعلق بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها، قال “يدافع عن القرم أفضل أنظمة الدفاع الجوي الروسية، لكنها لا تعمل فعلياً وليست قادرة على الدفاع عن الأراضي التي تم الاستيلاء عليها من أوكرانيا”.
إحباط عمل إرهابي
وأعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، اليوم الخميس، إحباط عمل إرهابي كان يستهدف أهدافاً تابعة لأسطول البلطيق في كالينينغراد، حيث تم اعتقال المنفذ التابع لتنظيم “آزوف” الإرهابي، ووفقاً لموقع سبوتنيك الروسي، أصدر جهاز الأمن الفيدرالي بياناً رسمياً جاء فيه: “في كالينينغراد تم اعتقال أحد أنصار تنظيم آزوف الإرهابي الذي كان يخطط لشن هجوم إرهابي على أهداف تابعة لأسطول البلطيق”.
وأضاف أن “المنفذ هو من السكان المحليين ومواطن روسي من مواليد 1967 ومن أنصار تنظيم آزوف الإرهابي، حيث قام بالتخطيط إلى أعمال إرهابية وتخريبية بتوجيه من منسقيه في أوكرانيا”، وتابع البيان “تم العثور على عبوة ناسفة بحوالي 5 كيلوغرامات من مادة تي إن تي في مكان إقامة المنفذ، كما تم العثور على مراسلات مع قادة التنظيم الإرهابي آزوف”.