رفض قاطع للخارجية السودانية لدعوة منظمة “إيغاد” إلى نشر قوات أجنبية في البلاد لحماية المدنيين، مؤكدة أنها ستعتبرها “قوات معتدية”، كما هددت بالانسحاب من المنظمة.
جاء ذلك في تعقيب من الخارجية السودانية حول اجتماع اللجنة الرباعية المنبثقة عن “إيغاد” بشأن السودان الذي انعقد أمس الإثنين.
وقالت الخارجية السودانية، في بيان، نقلته وكالة الأنباء السودانية، إن “حضور وفد السودان إلى أديس أبابا قبل بداية الاجتماع وتواصله المسبق مع الجهة المنظمة للاجتماع أكد رغبة السودان الصادقة في الارتباط لإيجاد حلول للأزمة وأن ما ورد في بيان الرباعية الختامي بخصوص غياب وفدنا غير دقيق ويجافي الواقع، إذ كانت المصداقية تقتضي أن يشير بيان اللجنة الرباعية إلى أن عدم مشاركة وفد حكومة السودان سببه الاعتراض على رئاسة الرئيس الكيني وليم روتو للجنة الرباعية”.
وأضافت: “تضمن بيان اللجنة الرباعية الختامي الدعوة لعقد اجتماع قمة دول قوات شرق أفريقيا للطوارئ للنظر في إمكانية نشر قوات لحماية المدنيين وضمان انسياب المساعدات الإنسانية، وفي هذا الصدد تؤكد حكومة السودان أن المساعدات الإنسانية المقدمة من الجهات الدولية تنساب وتصل إلى المحتاجين وتظل حكومة السودان حريصة علي رفع المعاناة عن كاهل شعبها وتذليل كل ما يعوق ذلك”.
كما أكدت “رفض نشر أي قوات أجنبية في السودان وسنعتبرها قوات معتدية”.
فيما رحبت الخارجية السودانية بـ”قمة دول الجوار ” التي تستضيفها مصر في 13 يوليو/تموز الجاري بغرض مناقشة الأزمة في السودان، اتساقا مع موقفها الذي رحب بمبادرة جدة.
واستنكر البيان “تصريحات الرئيس الكيني وليم روتو السابقة التي كررها في المؤتمر الصحفي عقب اجتماعات اللجنة الرباعية (لم توضحها). كما تعبر عن دهشتها لتصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي بأن هنالك فراغاً في قيادة الدولة مما يفسر بأنه عدم اعتراف بقيادة الدولة الحالية وتستنكر دعوته لفرض حظر جوي ونزع المدفعية الثقيلة خلافاً لمواقفه وتفاهماته المباشرة القائمة مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة”.
واعتبرت “التصريحات أعلاه مساساً بسيادة الدولة السودانية وهو أمر مرفوض، كما تفيد حكومة السودان منظمة الإيغاد بأن عدم احترام آراء الدول الأعضاء سيجعل حكومة السودان تعيد النظر في جدوى عضويتها في المنظمة”.
ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي، يشهد السودان صراعا بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وأدّى النزاع الذي قارب على دخول شهره الرابع إلى مقتل أكثر من 2800 شخص ونزوح أكثر من 2,8 مليون شخص لجأ من بينهم أكثر من 600 ألف إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.