تواصل حركة حماس العمل على تعاظم قوتها في الضفة الغربية، بهدف إضعاف السلطة الفلسطينية في محاولة لتكرار سيناريو السيطرة على قطاع غزة عام 2007، والذي تم من خلال انقلاب عسكري نفذته حماس على الأجهزة الأمنية في حينه.

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

وتحاول حماس استغلال التوتر الأمني والاحتكاك المستمر بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين بالضفة الغربية وتحديداً في مدينتي نابلس وجنين، من أجل اضعاف سيطرة السلطة الفلسطينية على هذه المدن بما يمكنها من تنفيذ مخططها ونقل المواجهة للضفة.

استغلال التوتر
وحذر تقرير لصحيفة “هآرتس” العبرية، من انفجار الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، الأمر الذي قد يؤدي إلى اشتعال انتفاضة فلسطينية ثالثة، مشيراً إلى أن حماس تسعى لتحقيق ذلك في إطار صراعها مع السلطة الفلسطينية.

ووفق التقرير، فإن حماس تستغل امتناع أجهزة الأمن الفلسطينية من دخول المناطق المتوترة أمنياً مع إسرائيل في تأجيج الأوضاع، مشيراً إلى أن ذلك يتم على الرغم من عدم سيطرتها على تلك المناطق وفي إطار الدعم غير المباشر للتوتر الأمني.

وأوضح التقرير، أن “ذلك يظهر جلياً في الارتفاع الملحوظ في أعداد عمليات إطلاق النار التي ينفذها الفلسطينيين، خاصة وأن المواجهة العسكرية الأخيرة في قطاع غزة والتي وقعت بسبب حادثة اعتقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بسام السعدي من جنين كشفت محدودية الفصائل المسلحة في غزة على إلحاق الضرر بإسرائيل”.

ووفق التقارير الإسرائيلية، فإن حماس تقدر أن الضرر الأكبر يكمن في إشعال الوضع الأمني بالضفة الغربية، وأن اشتعال جبهة الضفة الغربية يخدم الحركة خاصة فيما يتعلق بصراعها مع حركة فتح وقيادات السلطة الفلسطينية.

أهداف مشتركة
وفي السياق، يرى المحلل السياسي، يونس الزريعي، أن حركة حماس تسعى من خلال استغلال الأوضاع الأمنية لإضعاف السلطة الفلسطينية، بعيداً عن أي مواجهة عسكرية بينها وبين إسرائيل بشكل مباشر في الضفة الغربية.

وأوضح الزريعي، لـ24، أن ذلك يأتي في إطار الأهداف المشتركة لحماس وحلفائها الإقليميين وتحديداً إيران، مضيفاً: “الحركة تستغل بعض المسلحين غير التابعين لها في ذلك، كما أن تحاول الترويج لامتلاكها قدرات عسكرية بالضفة الغربية”.

وأضاف الزريعي: “الصور التي تظهرها حماس لمسلحيها في الضفة الغربية هي محاولة للتأكيد على ذلك، ورسالة بالأساس لقيادة السلطة الفلسطينية وليس إسرائيل، خاصة وأن الحركة لا تقوم بأي عمل مسلح مباشر من الضفة”.

ولفت الزريعي، إلى أن حماس تشعر بعدم قدرتها على تنفيذ أجنداتها العسكرية ضد إسرائيل من داخل قطاع غزة، خاصة مع تجاربها الأخيرة، ودفعها لثمن باهظ والتأثير على حكمها للقطاع، الأمر الذي يدفعها لنقل الصراع إلى مدن الضفة الغربية، وفق تقديره.

مناكفات سياسية
وتابع المحلل السياسي: “بتقديري أي عمل مسلح ضد إسرائيل سيكون في الضفة الغربية بقيادة حركة فتح، والمنظمات الفلسطينية الأخرى ليس لها أي نشاط عسكري”، مبيناً أن حماس تستغل ذلك في إطار المناكفات السياسية.

واستكمل بالقول: “حركة فتح لا يمكن أن تأخذ على عاتقها الكفاح المسلح وهو أمر غير وارد في الوقت الحالي، الأمر الذي تستغله حماس لتشكيك في قيادة فتح وعناصرها”، متابعاً: “مخطط حماس للسيطرة على الضفة الغربية مسألة غير سهلة ولن تنجح وذلك بسبب الأهمية الاستراتيجية للضفة الغربية بالنسبة لإسرائيل”.

وأضاف الزريعي: “سيناريو غزة لا يمكن أن يتحقق في الضفة الغربية لعدة اعتبارات، أبرزها أن حماس لا تمتلك مبرراً لذلك، علاوة على وجود الجيش الإسرائيلي بمدن الضفة”، قائلاً: “حماس لها هدفان من العمل في الضفة الغربية أولهما اضعاف السلطة الفلسطينية والثاني تخفيف الضغط عن قطاع غزة”، وفق تقديره.