أكدت حركة “حماس” أن تحرير جميع الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال مسؤولية وطنية جامعة، ستبقى على رأس أولوياتها، في الوقت الذي تشهد فيه مفاوضات صفقة تبادل أسرى جديدة، تعطلا كاملا، لعدم قبول إسرائيل بمطالب حركة “حماس”، وذلك في الذكرى الـ 11 لصفقة التبادل السابقة، التي أطلقت عليها “حماس” اسم “وفاء الأحرار”.
وقالت الحركة، في بيان أصدرته بمناسبة مرور 11 عاماً على صفقة تبادل الأسرى التي عقدتها مع دولة الاحتلال برعاية مصرية، إنه لن يهدأ لها بال “حتى إنجاز صفقة وفاء مشرّفة، يتنسمّون خلالها عبق الحرية على أرض الوطن”.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!كما حذرت الحركة الاحتلال من استمرار العدوان ضد الأسرى في السجون، داعيةً كل المؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى “فضح جرائم الاحتلال ضد الأسرى”.
وأكدت أن جرائم الاعتقال الإداري والعزل والتعذيب النفسي والجسدي والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية “لن تفلح في كسر صمود الأسرى وإرادتهم في انتزاع الحريّة والحقوق الوطنية المشروعة”.
ودعت “حماس” الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم إلى “مواصلة تضامنهم مع قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وتعزيز مواجهتهم للاحتلال في معارك الأمعاء الخاوية، وتفعيل برامج الانتصار لهم ودعم صمودهم، حتى نيلهم الحرية”.
وتحل الذكرى الـ 11 لصفقة تبادل الأسرى التي أطلقت بموجبها حركة “حماس” عبر الوسيط المصري، الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، مقابل إطلاق سراح 1027 أسيراً فلسطينياً، بينهم المئات من ذوي المحكوميات العالية، في الوقت الذي تشهد فيه الوساطات الحالية لإبرام صفقة جديدة تعثرا كاملا، لعدم موافقة إسرائيل على مطالب حركة حماس، الخاصة بإطلاق سراح أسرى من ذوي المحكوميات العالية.
وقال القيادي في حركة “حماس” مشير المصري في هذه الذكرى “نرى صفقة جديدة قاب قوسين أو أدنى، وندرك أن صفقة وفاء الأحرار ستتجدد بما تملكه المقاومة من أوراق وإدارتها للملف بحكمة واقتدار”.
وأكد أن أسرى الاحتلال “لن يروا النور قبل أن يرى أسرانا النور من مختلف التنظيمات ومن كل جغرافيا فلسطين”.
وقال “إن من صنع صفقة وفاء الأحرار الأولى قادر على صنع ثانية”.
من جهتها قالت الهيئة القيادية العليا لأسرى “حماس” في سجون الاحتلال إن “المقاومة المسلحة فقط هي الطريق الوحيد للخلاصِ من هذا المحتل”.
وأكدت، في بيان لها أرسل من السجون، أن ثقتها بالمقاومةِ وبقيادتِها، وخاصة كتائب القسام، “ثقة لا حدود لها”.
وسبق لحركة “حماس” أن أعلنت أنها تريد إطلاق سراح أسرى المؤبدات والنساء والمرضى، في صفقة التبادل القادمة، حيث تأسر الحركة حالياً أربعة إسرائيليين، بينهم جنديان وقعا في قبضتها خلال الحرب التي شنتها إسرائيل ضد غزة صيف العام 2014، وإسرائيليان آخران ألقت القبض عليهم بعد دخولهم غزة بطريقة غير رسمية.
ولم تفصح “حماس” عن مصير الجنديين شاؤول أورون وهدار جولدن، رغم أن إسرائيل تدعي مقتلهم قبل وقوعهم في الأسر، وتطلب مقابل أي معلومات ثمناً تدفعه دولة الاحتلال.
وأكد الجناح العسكري كتائب القسام، في وقت سابق، أن حكومة الاحتلال تكذب على الإسرائيليين وتضللهم بشأن مصير الجنود الأسرى.
ومؤخرا أعلن الجناح العسكري لـ “حماس” أن أحد أفراده استشهد في غارة إسرائيلية نفذت خلال الحرب الأخيرة في مايو 2012، خلال حراسته أحد الجنود، دون إعطاء أي تفاصيل عن حياة ذلك الجندي، كما عرضت الإسرائيلي البدوي هشام السيد وهو على سرير العلاج يعاني من وضع صحي خطير، وعرضت إبرام صفقة تبادل إنسانية، تطلق بموجبها هذا الإسرائيلي، الذي تتهمه بالعمل لصالح إسرائيل، مقابل إطلاق سراح الأسرى المرضى، غير أن إسرائيل رفضت الطلب.
وسابقا استقال مسؤولون إسرائيليون عملوا في ملف المفاوضات، وبرروا إقدامهم على هذه الخطوة، بعدم اتخاذ حكومتهم أي قرارات حقيقية تجاه إبرام الصفقة.
وقد فشلت منظومة الأمن الإسرائيلية خلال عملية الأسر التي طالت الجندي جلعاد شاليط، من إحدى النقاط العسكرية الموجودة على حدود غزة عام 2006، وكذلك عقب أسر الجنود الآخرين في العام 2014، خلال معارك على حدود مدينتي غزة ورفح، في معرفة مصيرهم أو مكان تواجدهم.
وتخضع “حماس” الجنود الأسرى لحراسة من قبل وحدة أطلقت عليها اسم “وحدة الظل”، والتي تمكنت من إخفاء شاليط لمدة خمس سنوات، من لحظة اختطافه حتى إبرام صفقة التبادل، ولا تزال تقوم بذات العمل مع الإسرائيليين الأربعة.
وتقول حركة “حماس”، إن هذه الوحدة شكّلت في العام 2006، بأمر مباشر من القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، لتكون مهمتها السرية إخفاء شاليط والاحتفاظ به حياً داخل قطاع غزة وقطع الطريق على الاحتلال في الحصول على أي طرف خيط يمكنه من استعادة ذلك أو التوصل إليه.
وتوضح “حماس” أن هذه الوحدة تعد واحدة من أهم الوحدات السرية التابعة لكتائب القسام، نظرًا لدورها في إخفاء العديد من الأسرى الإسرائيليين.
وعقب تحرير شاليط ظهر أفراد من “وحدة الظل” الذين قضوا في هجمات إسرائيلية، وهم يتابعون عملية أسره داخل أحد الغرف.
كما ظهر الجندي الإسرائيلي برفقتهم خلال رحلة على شاطئ بحر غزة، ما يعني أن تلك الوحدة كانت تتنقل فوق الأرض، وفق عمل أمني يدار بدقة فائقة، جعلت إسرائيل التي تملك وسائل تكنولوجيا كبيرة، عاجزة من الوصول إليهم.