دينا محمود (لندن)
من آسيا وأستراليا شرقاً إلى الأميركتين غرباً مروراً بدول وسط وغرب أفريقيا، تمتد خيوط الشبكة الإجرامية، التي تنسجها ميليشيات «حزب الله» الإرهابية، من مقرها في لبنان، وتحاول في الوقت الراهن توسيع نطاق أنشطتها الإجرامية في بقاع مختلفة من العالم، بهدف مواجهة أي مشكلات تعانيها في تمويل عملياتها التخريبية، وتقديم الدعم للتنظيمات المتطرفة والدموية، المتحالفة معها كذلك.
أحدث أنشطة هذه الشبكة، كان محوراً لقضية نظرتها محكمة في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية، وأصدرت قبل أسبوع حكماً فيها بالسجن لمدة تسع سنوات، بحق رجل أُدين بالضلوع في تهريب قرابة 190 كيلوجراماً من الكوكايين، داخل شحنات من الألومنيوم، وذلك بقيمة تُقدر بـ 47 مليون دولار أميركي.
وأفادت المؤشرات، بأن هذا الرجل على صلة بشبكة تهريب المخدرات، التي يديرها «حزب الله»، وعصابات الجريمة المنظمة المرتبطة به في مناطق مختلفة من العالم، مُستغلاً في ذلك الجاليات اللبنانية المقيمة في المهجر، والتي يزيد حضورها بشكل ملموس، في عدد من دول أفريقيا وأميركا اللاتينية على وجه الخصوص.
وعلى مدار الأعوام القليلة الماضية، كُشِفَ النقاب عن تورط هذه الميليشيات الإرهابية، في عمليات تهريب مئات الملايين من الحبوب المخدرة.
وتبدو مثل هذه الوقائع تذكيراً بما شهده العقد الأول من القرن الحالي، عندما ضخ «حزب الله» عشرات الآلاف من الدولارات، في عمليات إتجار بسيارات أميركية مستعملة في دول أفريقية مثل بنين، كستارٍ لأنشطة غسل للأموال، كانت عائداتها تصب في نهاية المطاف، في خزائن هذه الميليشيات الإرهابية، بمقرها في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وشملت هذه الأنشطة الإجرامية دولاً أخرى في القارة السمراء، مثل غينيا وتوجو والكونغو وسيراليون، إضافة إلى ساحل العاج التي يقطن فيها قرابة 80 ألف لبناني.
وبعيداً عن أفريقيا، سبق أن كشف تحقيق أجرته السلطات الأميركية في أواخر عام 2018، عن تورط أشخاص ذوي صلة بـ «حزب الله»، وبعضهم عناصر منتمية له بالفعل، في عمليات غسل لأموالٍ ناجمة عن أنشطة تهريب المخدرات، من دول في أميركا الجنوبية، إلى بُلدان أوروبية.
وتفيد وسائل إعلام أميركية، بأن أجهزة إنفاذ القانون، فككت كذلك قبل سنوات، عصابة دولية لتهريب الكوكايين وغسل الأموال، كانت تعمل في كولومبيا، وتُسهم بأكثر من 10 في المئة من عائدات أنشطتها الإجرامية، لتمويل «حزب الله»، وذلك جنباً إلى جنب مع اعتقال قرابة 130 شخصاً، كانوا ينضوون في إطار «تحالف» ضم تجار مخدرات كولومبيين، ومهربين من أصول لبنانية.
ووفقاً لـ «ذا بليتز»، تمتد أنشطة تهريب المخدرات، التي يقوم بها «الحزب» إلى دول آسيوية، من بينها الفلبين وسريلانكا وبنجلاديش وكذلك ميانمار، والتي يتم فيها تصنيع مواد مخدرة، يتم تهريبها في ما بعد، إلى الولايات المتحدة وبريطانيا، وبُلدان في الشرق الأوسط.
وتفيد تقديرات مستقلة، بأن هذه الأنشطة الإجرامية تُدِرُ على «حزب الله» قرابة مليار دولار سنوياً.