وتمركزت الحشود العسكرية قرب الوزارات والمؤسسات الهامة في طرابلس، وعززت الميليشيات تواجدها في الموانئ والميادين الرئيسية، وكثّفت دورياتها المسائية، مع تشديد الرقابة على حركة السكان.
تقييد الحركة
وبالتزامن مع هذه التحركات، ذكرت وسائل إعلام ليبية أن الوضع داخل معسكرات المرتزقة السوريين تأزم هو الآخر مع توقعات بتنظيم مظاهرات لهم داخل معسكر اليرموك نتيجة تأخر رواتبهم لثلاثة شهور.
ووصف سامح زاغب أحد سكان زاوية الدهماني في طرابلس، الوضع قائلاً إن “حركة المواطنين باتت محدودة، ولا يستطيع بعضهم الخروج في أوقات متأخرة، وإلا تعرّض للمساءلة والتوقيف من الميليشيات”.
وأضاف زاغب بحسب موقع سكاي نيوز عربية “أحياناً تطلق الدوريات طلقات نارية في الهواء عند دخولها أي شارع، مع تكثيف الدوريات المتحركة”.
ونتيجة لتقييد الحركة، أكد زاغب توقفت خدمات وحصول نقص في السلع ببعض المناطق، وإغلاق عشرات المخابز أبوابها لنقص القمح.
ويرجح مراقبون بحسب صحيفة “البيان” الإماراتية أن تشهد طرابلس اشتباكات جديدة خلال الفترة المقبلة، لا سيما أن حالة من الاحتقان باتت تطغى العلاقات بين الميلشيات غرب البلاد، والتي تواجه بدورها انقساماً بين أطراف داعمة للدبيبة، وأخرى موالية لباشاغا، مشيرين إلى أن السلطات المركزية لا تبدو قادرة على لجم الجماعات المسلحة.
وضمن الحلول المقترحة لإنهاء الانسداد السياسي، دعا السياسي الليبي محمد المزوغي، بتكليف حكومة مصغرة تسيير الأعمال
والإعداد للانتخابات.
وأوضح المزوغي أن الحكومة المصغرة يجب أن تتشكل “من أعضاء قادرين على التحرك بين جميع الأطراف والتوفيق بينهم، خاصة وأن المباحثات بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة لم تصل لشيء حول القاعدة الدستورية اللازمة لإجراء الانتخابات”.
قلق دولي
ودفعت نذر المواجهة، إلى إعراب الولايات المتحدة عن قلقها العميق، داعية إلى وقف التصعيد. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، أن أغلب الليبيين يسعون لاختيار قيادتهم بشكل سلمي من خلال الانتخابات، مضيفاً “ندعو أولئك الذين يخاطرون بالجر مرة أخرى إلى العنف إلى إلقاء أسلحتهم، ونحض بشكل خاص قادة ليبيا على إعادة الالتزام دون تأخير بتحديد أساس دستوري للانتخابات الرئاسية والبرلمانية”.
وشدد برايس على أن عدم الاستقرار المستمر تذكير بالحاجة الملحة لتعيين ممثل خاص جديد للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، لاستئناف جهود الوساطة، بدعم موحد من المجتمع الدولي.
كما أعربت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، عن القلق العميق إزاء ما وصفتها بأنها تعبئة مستمرة للقوات، وتهديدات باستخدام القوة، مؤكدة أن الانسداد السياسي الراهن، وكل أوجه الأزمة التي تحيق بليبيا لا يمكن حلها بالمواجهة المسلحة، وأن حل هذه القضايا لا يأتي إلا من خلال ممارسة الشعب الليبي لحقه في اختيار قادته وتجديد شرعية مؤسسات الدولة، عبر انتخابات ديمقراطية. ومن المنتظر أن يطغى الوضع الميداني والانقسام السياسي، على جلسة الإحاطة والمشاورات لمجلس الأمن المرتقبة الأسبوع المقبل، في ظل استمرار الخلاف حول اختيار مبعوث جديد في ليبيا.