قال الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، إنه “يتوجّب على إسرائيل والولايات المتحدة، العمل معا، لمنع التهديد الذي تشكّله إيران على أمن العالم بأسره”.
جاء ذلك خلال خطاب ألقاه هرتسوغ، اليوم الأربعاء، في الكونغرس الأميركيّ، في حين شدد بايدن، خلال مراسم استقبال هرتسوغ في البيت الأبيض، على “التزامه الراسخ بأمن إسرائيل”، وقال إن العلاقات الأميركية – الإسرائيلية “ببساطة غير قابلة للكسر”.
ولم يذكر بايدن الخطة القضائية التي تسعى حكومة نتنياهو للعمل عليها، ولم يذكر كذلك دعوته لنتنياهو لزيارة البيت الأبيض.
وقال بايدن إنه أكد لنتنياهو، خلال مكالمة هاتفية بينهما مساء الإثنين الماضي: “التزامنا حيال إسرائيل ثابت”. وأضاف أن “الولايات المتحدة ملتزمة بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية”.
وفي خطاب هرتسوغ، ذكر أن إيران، هي “الدولة الوحيدة على وجه الأرض التي تنادي بشكل صريح، وفي الوقت نفسه، تخطّط وتطوّر إجراءات؛ لتدمير دولة أخرى”.
وأضاف أنه “ليس لدولة إسرائيل حدود مع إيران، ولا يوجد صراع لإسرائيل على الموارد مع إيران، ولا يوجد نزاع بين إسرائيل والشعب الإيراني. ومع ذلك، فإن النظام الإيرانيّ، بأذرعه في جميع أنحاء الشرق الأوسط، يعمل ويهدف إلى تدمير دولة إسرائيل، وقتل اليهود، والمواجهة مع العالم الحرّ بأسره”، على حدّ قوله.
وأشار إلى أن “احتمال أن تصبح إيران دولة عتبة نووية، إما بسبب تجاهُل أفعالها، أو كجزء من تسوية دبلوماسية معها، أمر لا يمكن تصوره”.
وقال هرتسوغ إنه “لا يمكن للعالم أن يظلّ غير مبالٍ بدعوة النظام الإيرانيّ لمحو إسرائيل عن الخريطة”، عادّا أن “مظاهر التسامح تجاه مثل هذه الدعوة، وأفعال إيران، وقدراتها على تحقيقها، هي انهيار أخلاقيّ لا يُغتفر”.
وشدّد على أنه “يجب على إسرائيل والولايات المتحدة، بدعم من دول العالم الحرّ، العمل معا، بكل قوّة، لمنع التهديد الملموس الذي تشكله إيران على أمن العالم بأسره”.
وقال هرتسوغ: “أكرّر ما قاله كل زعيم إسرائيليّ منذ سنوات؛ دولة إسرائيل مصممة على منع إيران من امتلاك قدرات أسلحة نووية… نحن ممتنون للولايات المتحدة، للوسائل الأساسية التي توفرها لنا، للحفاظ على ميزتنا العسكرية النوعية، والدفاع عن أنفسنا”.
وذكر أن الدعم الأميركيّ “تعبير عن التزامكم المستمرّ بأمن إسرائيل”، مضيفا: “نحن فخورون أيضًا بأن تحالفنا ذو اتجاهين، وأن إسرائيل تقدّم مساهمة حاسمة للأمن القوميّ ومصالح الولايات المتحدة، من نواح كثيرة”.
وفي إشارة إلى (التطبيع) مع الدول العربية المنضوية تحت ما يُسمّى بـ”اتفاقيات أبراهام”، قال هرتسوغ إنه “منذ توقيع الاتفاقيات، زار أكثر من مليون إسرائيلي البلدان المشمولة بـ’اتفاقيات أبراهام’ في تعبير واضح عن رغبتنا في الاندماج في المنطقة”.
وعدّ أن ذلك “سلام راسخ في الثقة والأمل والازدهار. سلام هو تغيير حقيقي في قواعد اللعبة”، مشددا على أن “كل من هذه الاتفاقيات التاريخية، التي غيّرت مسار الشرق الأوسط، تمّ تحقيقها بمساعدة أعظم صديق لنا: الولايات المتحدة”.
وزعم الرئيس الإسرائيلي أن “يد إسرائيل ممدودة، وقلوبنا منفتحة على أي شريك سلام قريب أو بعيد”.
وأضاف: “نشكر الولايات المتحدة الأميركية على عملها في تعزيز السلام بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وهي دولة رائدة في المنطقة وفي العالم الإسلامي بأسره، ونصلي أن يأتي هذا اليوم، وأن يجلب معه ثورة حقيقية في تاريخ الشرق الأوسط، وفي تاريخ العالم بشكل عام”.
وادعى هرتسوغ أن “دولة إسرائيل كانت تطمح وستستمر في التطلُّع والعمل من أجل سلام حقيقيّ مع الفلسطينيين، لكن هذا لا يمكن أن يكون موجودًا، عندما يكون الإرهاب موجَّهًا لإسرائيل”.
وأضاف: “على مر السنين، اتخذت إسرائيل خطوات شجاعة في سعيها لتحقيق السلام، وقدمت مقترحات بعيدة المدى لجيراننا الفلسطينيين”، بحسب ادعائه.
وفي ذات السياق، قال إن “الخلافات السياسية العميقة، والعديد من التحديات تلقي بظلالها على العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، وأنا لا أتجاهلها، لكن هناك شيء واحد يجب أن يكون واضحًا: لا يمكن الحديث عن السلام في الوقت ذاته الذي تتمّ فيه الموافقة على الإرهاب، أو إضفاء الشرعية عليه، بشكل ضمنيّ، أو صريح”.
وذكر أن “السلام الحقيقي لا يمكن أن ينشأ من العنف، والإرهاب الفلسطيني ضد إسرائيل أو ضد الإسرائيليين، يقوّض أي إمكانية مستقبلية للسلام بين الشعبين”.
وأضاف أن “إسرائيل لا تستطيع، وغير مستعدّة لتحمل الهجمات الإرهابية، ونعلم أن الولايات المتحدة الأميركية تقف إلى جانبنا في هذا الأمر”.
وأشار هرتسوغ إلى علاقة إسرائيل بالولايات المتحدة، قائلاً إن “العلاقة الخاصة التي تشترك فيها دولتينا، فريدة… لأنها تقوم على القيم التي تعيشها الأجيال والإدارات والحكومات والائتلافات”.
وأضاف: “في تجمّعنا هنا اليوم،… نحقق جميعًا آمال الآباء والأمهات المؤسسين”.
وشددّ قائلا: “نحن فخورون بالصداقة الحقيقية التي جمعناها بيننا. شراكة متبادلة نجت من التحديات، وكانت قادرة على (تجاوُز) خلافات كبيرة، لأنها لا تقوم على الإجماع، بل على الثقة بالعملة التي لا يمكن تعويضها”.
وبحسب قوله، “إنها شراكة لا تعتمد على العمل بانسجام، بل على التاريخ الذي نتشارك فيه، والحقائق التي نعتز بها، والقيم التي نجسّدها”.
وذكر أن “هذه الشراكة تستند كذلك إلى أوجه التشابه، والألفة بين بلديْنا، والتي تقوم على المهاجرين الشجعان، والرواد، وهي متجذّرة بعمق في إعلانات استقلال كل من الأمّتين”، على حدّ قوله.
وأضاف: “في النهاية، تدافع كل من إسرائيل والولايات المتحدة عن القيم نفسها، وتنادي بها دائمًا، إن دولتينا مجتمعات متنوعة تدافعان عن الانتخابات، والمساواة، والحرية”.
ووفقا له، “هذه اللحظة في تاريخ أمتي، عندما أقف في مبنى ’الكابيتول هيل’، للاحتفال بمرور 75 عامًا على استقلال إسرائيل، مع أعظم شريك لنا، وصديقتنا، الولايات المتحدة، هي بالنسبة لي لحظة فخر وفرح. إن شعب إسرائيل ممتنّ إلى ما لا نهاية للوعد القديم الذي تمّ الوفاء به، والصداقة التي نشأت بيننا على طول الطريق”.