سلطت عملية اعتقال مراسل صحيفة “وول ستريت جورنال الأمريكية” إيفان غيرشكوفيتش الضوء على خليّة سرية تابعة للاستخبارات الروسية.

 

وأشار تقرير للصحيفة الأمريكية ذاتها إلى أن هذه الوحدة التابعة لإدارة عمليات التجسس المضاد تقوم بالتجسس على الأمريكيين الموجودين في روسيا، ولا سيما الدبلوماسيون والصحفيون، واقتحمت غرف بعضهم لزرع أجهزة تنصت.

 

ووفقا للتقرير، فإن عمل هذه الإدارة غير معروف سوى لدائرة صغيرة من المتخصصين الروس وضباط الاستخبارات.

 

ويٌعتقد أن الوحدة السرية كانت مسؤولة أيضا عن سلسلة من الحوادث الغريبة، بما في ذلك التسبب في وفاة كلب مملوك لدبلوماسي أمريكي، وتعقب أطفال السفير، وإحداث ثقوب في إطارات بعض السيارات التابعة للسفارة الأمريكية.

 

ويلقي المسؤولون الأمريكيون باللوم على الوحدة في انقطاع الكهرباء عن مقر إقامة السفيرة الأمريكية الحالية في موسكو لين تريسي، في الليلة التي أعقبت أول اجتماع لها مع المسؤولين الروس، في يناير/كانون الثاني الماضي.

 

وذكر التقرير: “كثيرا ما يجد الدبلوماسيون الأمريكيون، عندما يعودون إلى منازلهم، كتبهم مقلوبة وبعض مجوهراتهم مفقودة، وألقى أغلبهم باللوم في تلك الأحداث على ضباط تلك الوحدة”.

 

وأشار التقرير إلى أن طائرة مسيرة تتبعت زوجة دبلوماسي أثناء عودتها إلى السفارة، بينما تمت كتابة رمز “Z” على سقف سيارتها، وهو رمز روسي مؤيد للحرب في أوكرانيا.

 

وفي مسعى لمنع وقوعهم في شراك تلك الوحدة السرية، يتلقى الدبلوماسيون الأمريكيون الذين يتم إرسالهم إلى روسيا تدريبا خاصا، ويتم إعطاؤهم مجموعة من الإرشادات المعروفة بشكل غير رسمي باسم “قواعد موسكو”.

 

وجرى تحديث تلك الإرشادات مؤخرا، لتعكس الموقف العدواني المتزايد بين الطرفين على خلفية الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ شتاء عام 2022.

 

ويستند المقال إلى عشرات المقابلات مع كبار الدبلوماسيين والمسؤولين الأمنيين في أوروبا والولايات المتحدة، والأمريكيين المسجونين سابقا في روسيا وعائلاتهم، والصحفيين والمحللين الأمنيين الروس المستقلين الذين فروا من البلاد.

 

ورغم وقوف الوحدة وراء عدد من الاعتقالات التي طالت أمريكيين والمضايقات التي يتعرض لها الدبلوماسيون من الولايات المتحدة، إلا أنه يصعب إيجاد دليل على ذلك، وفق وول ستريت جورنال.

 

ووفقا للصحيفة الأمريكية، تشكل الوحدة ذراع التجسس المضاد لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، المسؤول عن مراقبة الأجانب في روسيا، لكنها تملك فرعا خاصا لمتابعة الأمريكيين والكنديين.

 

ويقول دان هوفمان، رئيس محطة سابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في موسكو، للصحيفة: “إنهم أذكياء للغاية، لقد فعلوا ذلك لفترة طويلة. إنهم يعرفوننا جيدا للغاية، وهم يؤدون وظيفتهم بشكل جيد للغاية”.

 

ورغم هذه الوقائع والتحليلات، لا يمكن التأكد من أنشطة الوحدات الاستخباراتية وهويتها من مصادر مستقلة، بالنظر للطبيعة السرية لعمل هذه الوحدات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *