باتت مليشيات الحوثي تتحسس رأسها خوفا من انتفاضة تطيح بها من مناطق سيطرتها في شمال اليمن، إثر تفاقم الصراع مع قيادات حزب المؤتمر الشعبي جناح صنعاء.
وتتخوف مليشيات الحوثي من انتفاضة شعبية جديدة، تنطلق شرارتها باحتاجات لمطالبة المليشيات بالرواتب، ويقف خلفها مجددا حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء على غرار انتفاضة 2 ديسمبر/كانون الأول التي قادها الرئيس السابق علي عبدالله صالح ونجل شقيقه طارق صالح في 2017.
وقالت مصادر سياسية في صنعاء ، إن “قيادات مليشيات الحوثي تتهم قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام جناح صنعاء بالوقوف خلف تغذية التحركات الشعبية والتي تهدد بثورة عارمة في مناطق سيطرتها”.
تهديد ووعيد
وعلى إثر ذلك، شن قادة وناشطون حوثيون هجوما مكثفا على رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء صادق أمين أبو راس وصلت حد التهديد بتصفيته على غرار ما فعلته بالرئيس السابق علي عبد الله صالح في 2017.
وتأتي تهديدات مليشيات الحوثي الإرهابية لزعيم المؤتمر الشعبي العام جناح صنعاء في أعقاب مساندته حملة شعبية تطالب المليشيات بدفع “الرواتب” والكشف عن الإيرادات التي تجنيها من مؤسسات الدولة الواقعة تحت سيطرتها.
وهاجم مهدي المشاط، رئيس ما يسمى بـ”المجلس السياسي الأعلى”، وهو أعلى مكون للمليشيات، رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام جناح صنعاء صادق أمين أبو راس ووصفه بـ”المزايد” واتهمه بـ”خدمة الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية”.
كما وصف المشاط في كلمة ألقاها قبل أيام في عمران أبو راس ومن معه من المطالبين بالرواتب بـ”الغوغائيين”- بحسب وصفه- متهماً إياهم بخدمة من سماهم “الأعداء”، بحسب قوله.
في السياق، هدد القيادي الحوثي ورئيس وكالة “سبأ” الحوثية، الوكالة الرسمية الناطق باسم حكومة الانقلاب نصر الدين عامر، على حسابه على منصة إكس (تويتر سابقا) رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام جناح صنعاء بـ”كسر جمجمته”، بالطريقة نفسها التي قتلت بها المليشيات الرئيس اليمني الأسبق ورئيس الحزب السابق الراحل علي عبد الله صالح أواخر عام 2017.
وجاء تهديد القيادي الحوثي عامر بالتزامن مع حملة إعلامية مكثفة شنها ناشطون حوثيون وقادة توعدوا خلالها بالتنكيل بقيادات حزب المؤتمر الشعبي العام جناح صنعاء بزعم وقوفهم خلف تغذية الاحتقان الشعبي.
مساندة حملة المرتبات
وكان رئيس جناح حزب المؤتمر الشعبي في صنعاء، صادق أمين أبو راس، قد شنّ هجوما لاذعا على حكومة الانقلاب غير المعترف بها، لجهة تقصيرها في أداء مهامها وعدم دفع “رواتب” للموظفين في مناطق سيطرة المليشيات.
وقال أبو راس إن “من حق الموظفين مطالبة حكومة الانقلاب بدفع الرواتب” مطالبا بتسليمها وتسليم شيكات آجلة لكل موظف محروم من راتبه بوصف ذلك التزاماً من قبلها حال توافر الأموال أن تصرف لهم رواتبهم جميعها دون نقصان.
وطالب أبو رأس حكومة مليشيات الحوثي بالشفافية، وتقديم شرح مفصل لليمنيين عن الموازنات والمبالغ المالية التي صرفت، وكيف تم صرفها.
وأكد خلال كلمة ألقاها أخيراً في صنعاء بمناسبة الذكرى الـ41 لتأسيس حزب المؤتمر، عجز حكومة الانقلاب غير المعترف بها عن توفير أدنى الخدمات لليمنيين الذين يجدون صعوبة بالغة في الحصول على لقمة العيش.
يشار إلى أن زعيم المليشيات الحوثية تحدث في آخر خطاباته التلفزيونية عما سماها “الفتن الداخلية” مطالبا أتباعه بالعمل على حماية الاستقرار الداخلي وإفشال كل ما وصفها بـ”المؤامرات” لإذكاء التمرد الداخلي، في إشارة إلى التحركات التي يقودها حزب المؤتمر الشعبي العام بصنعاء.