الجيش قال في بيان نشره الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء أحمد المسماري على صفحته بموقع “فيسبوك” واطلعت عليه إن العملية تأتي لـ”الحفاظ على مقدرات الدولة الاقتصادية والتنموية وسلامة مواطنيها وجزءًا من استمرار بسط سيطرتها ونفوذها على كل شبر من أرض ليبيا الغالية، والحفاظ على حالة الاستقرار والأمن في الجنوب الليبي كافة”.
ولفت البيان إلى أن العملية جاءت نظراً لما تمر به المنطقة والإقليم في نطاق دول جنوب الصحراء والساحل، من توترات سياسية وأمنية واسعة طيلة الأشهر الماضية، مما أسهم في هشاشة الوضع في تلك الدول وضعف قدرتها على التحكم والسيطرة على حدودها البرية، مما ساعد في تحرك خلايا من الجماعات الإرهابية والإجرامية بشكل واضح.
وشدد على أنه “لن يسمح الجيش الليبي أن تكون ليبيا منطلقاً لأي جماعات أو تشكيلات مسلحة تشكل تهديداً لدول الجوار أو قاعدة انطلاق لأي أعمال غير قانونية مع التأكيد الشديد على المحافظة على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الصديقة والشقيقة والجارة ومشاكلها السياسية”.
يأتي هذا فيما قالت شعبة الاعلام الحربي التابعة للجيش الليبي، إن “القوات قامت بعدد من العمليات الأمنية التي تهدف إلى إخلاء وتنظيف أكثر من 2000 وحدة سكنية في العمارات الكائنة بمنطقة أم الأرانب، بعدما كان يسكنها عدد كبير من عناصر المعارضة التشادية وعائلاتهم”.
وتابعت أنه “سيتم العمل على التأمين الدائم حتى تعود الشركات العاملة على هذا المشروع، لتُسلم هذه الوحدات للأسر الليبية المالكة بحسب قانون الدولة الليبية”.
عملية تأمينية
ويقول المحلل العسكري الليبي، محمد الترهوني، إن العملية العسكرية ليست الأولى، فقد سبقتها عمليات على الحدود الليبية التشادية والنيجرية والسودانية، خاصة مع نشاط تنظيم داعش على تلك الحدود.
الترهوني يضيف في حديث أن “إطلاق الجيش عملية جديدة بأكثر قوة، يدل على نشاط لبعض العمليات لدول الجوار الليبي، مما يشير إلى أنها عملية تأمينية بالمقام الأول للتصدي للعناصر القادمة من تلك الدول”.
ويرى المحلل العسكري الليبي، أن “رفع حالة التأهب والاستعداد للقوات بالجنوب الليبي، لمواجهة ما يحدث في المنطقة وخاصة مع العمليات في تشاد ومواجهة الخارجين عن القانون”.
وأوضح أن ليبيا حدود مع النيجر على طول 342 كيلومتراً، بينما تمتد حدود مع السودان لمسافة 382 كيلومترا، من النقطة الثلاثية مع مصر في الشمال، إلى النقطة الثلاثية مع تشاد في الجنوب، ويبلغ طول حدودها مع تشاد 1050كيلومترا”.
سر التوقيت
ولفت إلى أن معلومات وصلت للقيادة العامة للجيش الليبي، عن وجود محاولة لبعض المخربين والمهربين مزعزع الأمن بدول الجوار، تريد استغلال جنوب البلاد، كاشفا عن محاولة من يومين بوجود صدام من المعارضة التشادية مع جيش البلاد هناك، ومحاولة الهرب إلى العمق الليبي وكانت قوات الجيش لها بالمرصاد.
وعن سر التوقيت أكد المحلل العسكري الليبي، أنه “يدل على وجود محاولات استغلال بعض القوى سواء المعارضة لجيشها في الدول، مثل التي في تشاد والنيجر أو أخرى استغلال الحرب الزعزعة الأمينة في بلادها، لضرب عمق دولها بالاستفادة من الحدود الليبية الواسعة، ولكن سوف تصدم بالجيش الذي سوف يواجهه بكل قوة”.
ومنذ أشهر يتواجد الجيش الليبي في جنوب البلاد لمحاربة الإرهاب حيث خلص السكان من خلايا إرهابية تابعة لتنظيمي داعش والقاعدة، كانت تتخذ من تلك المنطقة المشهورة بوعورة تضاريسها مخابئ لها.
الحرب في تشاد
وفي وقت سابق، عادت الحركات المسلحة في تشاد للعمل في شمال البلاد بالتوازي مع الحدود الليبية، حيث تخطط للتوغل إلى الداخل التشادي، بينما قررت السلطات الحاكمة مواجهات هذه الحركات في منطقة تيبستي الحدودية الصحراوية.
وفي 10 أغسطس/آب الماضي، شن فصيل متمرّد يسمّى “مجلس القيادة العسكرية من أجل الجمهورية” عملية ضد الجيش التشادي، في منطقة غوري بوغدي الغنية بمناجم الذهب، شمالا، بدعوى فشل جهود التوصل لحل سلمي بينه وبين الحركات المتمرّدة