تبقى النتائج التاريخية القديمة لمباريات فرق كرة القدم مهمة في سجلات المؤرخين، لكنها لا تعبر في كثير من الأحيان عن الوضع الفني المتغير للمتنافسين، وبعيداً عن التفوق التاريخي للأندية السعودية على حساب أنديتنا في بطولات دوري أبطال آسيا، فإن وضع أداء فرق «دورينا» أمام الأشقاء في السعودية خلال آخر نسختين من البطولة القارية، تحت «ميكروسكوب» التحليل الرقمي، قد يُنتج «رؤية» إحصائية وفنية تختلف عن قراءة أوراق التاريخ!

وإجمالاً، حافظ «الأشقاء» على التفوق في النتائج خلال نسختي 2021 و2022 من دوري أبطال آسيا، حيث فازت الفرق السعودية 6 مرات مقابل فوز وحيد لفرقنا وتعادل واحد، خلال 8 مواجهات جمعتها في مختلف مراحل البطولتين، واللافت للنظر أن مسألة الاستحواذ على الكرة بدت كأنها «محسومة» للفرق السعودية في جميع المباريات، حتى التي شهدت نتائج غير الفوز.
وكان الهلال السعودي هو الأكثر امتلاكاً للكرة دائماً، خلال مواجهاته الأخيرة مع فرقنا في بطولة 2022، حيث بلغت أوجها بنسبتي 73% و74% أمام الشارقة في مباراتي المجموعات، مقابل نسب تراوحت بين 57% و67% في مواجهاته مع شباب الأهلي في تلك النسخة بدور الـ16 أو التي سبقتها، ورغم المعروف عن الجزيرة بتصدره قائمة الأغزر استحواذاً في «دورينا» خلال المواسم الماضية، إلا أنه لم يتمكن من فرض «إيقاعه» أمام الشباب السعودي في مرحلة مجموعات العام الماضي، حيث خسر مرتين تاركاً الكرة بين أقدام «الليث» بنسبتي 51% و59%، أما النصر السعودي فقد حقق «خُماسيته القاسية» على حساب الوحدة في ربع نهائي بطولة 2021، باستحواذ بلغ 57% أيضاً!
وعلى صعيد المحاولات الهجومية، مالت الكفة دائماً لمصلحة الفرق السعودية بصورة واضحة، لاسيما «الزعيم» الذي ترجم سيطرته المطلقة على الكرة أمام «الملك» إلى 40 تسديدة خلال مواجهتي دور المجموعات، مقابل 13 لفريقنا، لكن «المثير» أن «الملك» استغل محاولاته الهجومية بأفضل صورة ممكنة، حيث سجّل 3 أهداف خلال المواجهتين، حصد بها التعادل 2-2 وخسارة «محدودة» بنتيجة 1-2، بفضل فاعليته ودقة محاولاته التي بلغت نسبتها 54%، مقابل 35% لـ«الأزرق»، حيث كانت مسألة الاستحواذ «نسبية» لـ«الملك» الذي يميل إلى ترك الكرة لمنافسيه، والاعتماد على الضغط العالي والتحولات السريعة.
وكرر «الفرسان» الأمر ذاته أمام نفس المنافس في المباراة الوحيدة التي فازت بها فرقنا، حيث سدد وقتها 8 كرات منها 4 دقيقة، مقابل 14 محاولة لـ«الزعيم» جاءت كلها بعيدة عن القائمين والعارضة، وفاز يومها شباب الأهلي 2-0، ورغم أن الفوارق الرقمية لم تكن كبيرة في هذا الأمر بين «العالمي» و«العنابي» بـ15 تسديدة للأول مقابل 10 للثاني، إلا أن الفاعلية كانت واضحة للنصر الذي سجّل نسبة دقة بلغت 66.6% مقابل 30% للوحدة!
وبدا الأمر أكثر وضوحاً خلال مواجهتي الشباب والجزيرة، حيث سدد الأول 25 كرة خلالهما، واقتربت دقته من نسبة 50%، في حين حصل «فخر أبوظبي» على 10 محاولات، بلغت دقتها وقتها 10% فقط، وهو ما انعكس بالتأكيد على إجمالي الفرص التهديفية التي صنعتها فرقنا خلال تلك المواجهات، حيث لاحت لممثلي «دورينا» 19 فرصة تهديفية فقط خلال تلك المواجهات الـ8، بمعدل يزيد قليلاً على فرصتين في كل مباراة، بينما صنعت الفرق السعودية 43 فرصة تهديفية، بمتوسط يزيد على 5 فرص في المباراة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *