أبدت إسرائيل ولبنان، موافقة “مبدئية” على اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، بناء على مقترح الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاي، كخطوة أولى نحو تمريره بشكل قانوني.

وجاء الاتفاق الذي لم تخرج تفاصيله كاملة إلى النور في عشر صفحات، واعتبره لبنان ملبياً لمطالبه، وكذلك إسرائيل، لكن المعارضة شنت هجوماً على رئيس الوزراء يائير لابيد، بسبب موافقته على الاتفاق باعتباره تنازلاً عن مقدرات إسرائيلية.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير مساء الأحد، إن تنفيذ اتفاق بشأن حدود إسرائيل البحرية مع لبنان هو انتصار لأمن إسرائيل.

ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن المسؤول الذي لم تحدد هويته، قوله إن “المصالح الأمنية لإسرائيل ترسخت في الاتفاق”، مشيراً إلى الخط الإسرائيلي من العوامات الممتد بطول خمسة كيلومترات (حوالي ثلاثة أميال) داخل البحر المتوسط من رأس الناقورة.

وقال المسؤول للصحيفة إن “خط العوامات هو خط أمني مهم لإسرائيل، لم تتم الموافقة عليه أبداً من أي جهة خارجية من قبل”، مضيفاً أن “هذا سيسمح لإسرائيل بأن تتعامل معه بأنه حدودها الإقليمية الشمالية”.

وبحسب ما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، فإن البلدين سيحصلان على عائدات اقتصادية كبيرة من احتياطياتهما من الغاز، مشيرة إلى أنه يمكن اعتبار أن الاتفاقية عادلة.

وأشارت إلى أن الوسيط الأمريكي تخطى ببراعة معضلة ترسيم الحدود بين إسرائيل ولبنان، والتي نشأت نتيجة للحاجة إلى تحديد الزاوية الدقيقة بالنسبة للساحل، حيث سيمر الخط الفاصل بين المياه الاقتصادية الإسرائيلية والمياه الاقتصادية اللبنانية.

وأوضحت هذه الصحيفة، أن هذه المسألة كانت من أبرز نقاط الخلاف في المحادثات، حتى اقترح الوسيط الأمريكي خط الترسيم المائي الاقتصادي بين البلدين ليس عند نقطة على الساحل، ولكن على بعد بضع عشرات من الأمتار في البحر، ما سيجعل اتفاق ترسيم الحدود البحرية يتم دون تغييرات على الحدود البرية والخط الحدودي الذي أنشأته الأمم المتحدة عام 2000.

ولفتت إلى أن إسرائيل تخلت قليلاً عن حقل قانا، ومعظمه في المياه الاقتصادية اللبنانية وبعضه في المياه الاقتصادية لإسرائيل، وسيتعين على اللبنانيين دفع جزء من عائداته لإسرائيل مقابل ذلك، لكنها ستكون أقل بكثير مما كان مخططاً له سابقاً، وهو ما اعتبرته الصحيفة نقطة إيجابية لصالح لبنان.

وأشارت إلى أن شركة النفط الفرنسية “توتال” ربما تكون شريكاً في التوصل إلى حل وسط بشأن هذه المسألة، وبالتالي ستحصل إسرائيل على رصيد دبلوماسي أفضل لدى الحكومة الفرنسية.

ولفتت الصحيفة العبرية، إلى أن مهاجمة زعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو للاتفاق، واعتباره غير ملزم له في حال عودته لرئاسة الحكومة، يعتبر سابقة سلبية في تاريخ إسرائيل، مشيرة إلى أنه قد يمنح الذرائع لميليشيا حزب الله من أجل عرقلة الاتفاق بذريعة أن الحكومة الإسرائيلية الحالية انتقالية.

وقالت إن تصريحات نتانياهو تعد لعباً بالنار في محاولة للتأثير على مسار الاتفاق من أجل خدمة أهداف سياسية له قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة الشهر المقبل، خلافاً لبعض العقبات القانونية التي تقف في طريق تمرير الاتفاق في إسرائيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *