google-site-verification=Uxr4SfLYvPPV-qfOLE32-qj42n_Mm__lCYBXBPJnjnU إسرائيل تحرم الأسير أبو حميد من الاتصال الهاتفي بأهله في آخر أيام حياته
إسرائيل تحرم الأسير أبو حميد من الاتصال الهاتفي بأهله في آخر أيام حياته

لم تأبه سلطات الاحتلال لعذابات الأسير ناصر أبو حميد، الذي يقضي أيامه الأخيرة، بسبب خطورة وضعه الصحي، بعد تفشي مرض السرطان في جسده، وقررت فرض عقوبات جديدة ضده، من خلال حرمانه من الاتصال الهاتفي باثنين من أشقائه، رغم أن هذه هي الوسيلة الوحيدة للتواصل معهم، بعد رفض الاحتلال إطلاق سراحه، وقضاء هذه الأيام بين عائلته.

 

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

وقال نادي الأسير، إن إدارة السّجون الإسرائيلية أبلغت الأسير أبو حميد، أنّه يمنع عليه الاتصال باثنين من أشقائه عبر الهاتف العمومي، وهما شقيقه ناجي وشقيقته علا.

وأوضح أنه مع تفاقم شدة الألم لدى الأسير ناصر أبو حميد المصاب بالسّرطان، أكد أطباء الاحتلال في تقرير طبي وصل محاميه، أنّه لم يعد هناك جدوى من إعطائه “علاج إشعاعي”، لأن ذلك من شأنه أن يخلق مشاكل وآلام، وأن الأطباء فقد قرروا مضاعفة المسكنات التي تعطى له.

الأطباء أبلغوا محاميه: لم يعد هناك جدوى من إعطائه علاج إشعاعي

وأشار الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه، إلى أن إدارة السجون لا تراعي الحالة الصحية ولا النفسية للأسير المريض أبو حميد، وتتعمد ممارسة الإهمال الطبي بحقه.

وأكد أن هذا الأسير لم يعد منذ أكثر من شهرين يتلقى أي جرعة علاج، لأن جسده لم يعد يقوى أو يتجاوب مع تلك العلاجات.

وكان الأطباء الإسرائيليين أعلنوا أن هذا الأسير دخل مرحلة الاحتضار، وأنه لم يعد يتقبل العلاج الكيميائي، وأنه يعيش في أيامه الأخيرة، غير أن سلطات الاحتلال رفضت كل الطلبات التي قدمت من أجل إطلاق سراحه، وقضاء أيامه الأخيرة بين أهله.

وتقول المراكز التي تتابع ملف الأسرى، إن الحالة الصحية للأسير أبو حميد آخذة في التدهور بشكلٍ سريع، حيث يعاني حاليا من آلام حادة، كما يشتكي من الهزال الشديد وعدم قدرته على المشي والتنفس، ويتنقل على كرسي متحرك، وتلازمه أنبوبة الأوكسجين بشكل دائم.

والأسير أبو حميد محكوم بالسجن المؤبد سبع مرات و(50) عاما، وإلى جانب أبو حميد، يقضي أربعة أشقاء له أحكاما بالسجن المؤبد، ثلاثة منهم اعتقلوا معه إبان انتفاضة الأقصى، وله شقيق شهيد، فيما تعرض منزل عائلته للهدم خمس مرات وكان آخرها عام 2019.

والجدير ذكره أن هناك نحو 600 أسير من المرضى في سجون الاحتلال، من بينهم 23 أسيرا يعانون من الإصابة بالسرطان والأورام بدرجات مختلفة، وجميعهم يعانون من سياسة “الإهمال الطبي” التي تمارسها سلطات الاحتلال، والتي أدت سابقا إلى استشهاد العشرات من الأسرى، ومن آخرين بعد وقت قصير من تحررهم سجون الاحتلال.

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن أربعة أسرى يعانون حالات مرضية في معتقلي “ريمون ونفحة”، يعيشون ظروفاً صحية سيئة، نتاجاً لما تقوم به إدارة سجون الاحتلال من تجاهل مقصود لأمراضهم.

وأوضحت أن الأسير بكر أبو عبيد (41 عاماً)، يعاني من آلام مزمنة في الرأس منذ سنوات طويلة، حيث تفاقمت حالته خلال عام 2017 بعد خوضه إضراب عن الطعام برفقة الأسرى الآخرين، وبات يشتكي من نوبات صداع يومية تُسبب له انتفاخات بالشرايين، فيما تتعمد إدارة معتقل “ريمون” تجاهل حالته وترفض علاجه وتكتفي بإعطائه 6 أنواع من الأدوية المسكنة والمهدئة التي تجعله ينام، علماً بأنه بحاجة ماسة لإجراء صورة MRI وتشخيص مشكلته الصحية وعلاجه.

كذلك يواجه الأسير عصام زين الدين (38 عاماً)، والموجود في معتقل “نفحة” الصحراوي، وضعاً صحياً مقلقاً، حيث يشتكي من حساسية مزمنة في جلده، وهو بحاجة بشكل جدي لإجراء فحوصات طبية دقيقة وعرضه على طبيب متخصص لتشخيص ماهية ما يعانيه وعلاجه بأسرع وقت ممكن، لكن إدارة السجون تمعن بإهماله.

وفي السياق يعاني الأسير إياد قواسمة (55 عاماً) من آلام في الظهر والخاصرة ويشتكي من البواسير منذ مدة طويلة، وهو لا يزال بانتظار إجراء عملية له لكن إدارة “ريمون” تماطل بنقله كما تماطل بتحويله إلى طبيب متخصص لمعرفة ما يعانيه من مشاكل في ظهره، فيما يشتكي الأسير علي صبيح (45 عاماً) منذ عام 2012 من مشاكل حادة بالأسنان، ومن شدة الألم لا يستطيع النوم، وقد راجع عيادة سجن “ريمون” عدة مرات لكن أطباء الاحتلال يقدمون له المسكنات فقط.

ويشار إلى أن الأسير سبع الطيطي (33 عاما)، يواصل في هذه الأوقات إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم العاشر على التوالي، احتجاجا على عزله الانفرادي وحرمانه من الزيارة و”الكانتينا”.

وهذا الأسير معتقل منذ العاشر من أبريل الماضي، وصدر بحقه حكما بالسجن الإداري لمدة 6 شهور، وقبل أن ينتهي حكمه بثلاثة أيام جدد له الحكم لستة أشهر إضافية.

يذكر أن الأسير الطيطي هو شقيق الأسيرة أسيل الطيطي، التي اعتقلتها قوات الاحتلال في الثاني من الشهر الجاري، أثناء زيارتها لشقيقها في سجن ريمون، بادعاء محاولة طعن إحدى السجانات.

وفي سياق قريب، فقد صعدت سلطات الاحتلال مؤخرا من حملات الاعتقال التي تنفذها في المناطق الفلسطينية.

واستنكر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، “حملة الاعتقالات الشرسة” التي شنتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لافتا إلى أن جيش الاحتلال يتعمد خلال تنفيذ عمليات الاعتقال بمختلف المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، “استخدام سياسة القوة المفرطة والضرب والتنكيل بحق أبناء شعبنا”.

واشار إلى الاعتداءات التي تطال الأسرى خلال اعتقالهم بالضرب المبرح، والشتم والإهانة واقتحام منازلهم والعبث بمحتوياتها وتخريبها، مشيرا إلى أن الأسرى يتعرضون لأقسى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي سواء أثناء عملية الاعتقال أو داخل مراكز التحقيق.

وأكد أبو بكر أن هذا الأسلوب المتبع “يتنافى بشكل كامل مع كافة المواثيق والمعاهدات الدولية التي تكفل حقوق الإنسان”، مشددا أيضا على أن هذه الإجراءات المتبعة “لن تنال من عزيمة الشعب الفلسطيني، بل تزيدهم قوة وثبات على هذه الأرض حتى إقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشريف”.