بعد فترة وجيزة من انتهاء الهدنة التي استمرت لمدة سبعة أيام، استؤنفت الحرب في قطاع غزة صباح اليوم (الجمعة). تم شن طائرات إسرائيلية غارات قوية أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا، وتم الإبلاغ عن إطلاق فصائل فلسطينية صواريخ من غزة باتجاه بلدات إسرائيلية. قامت طائرات ومدافع إسرائيلية بشن غارات وقصف عدة مناطق في شمال وجنوب ووسط قطاع غزة، مما تسبب في مقتل 60 شخصًا وفقًا لتصريحات وزارة الصحة في غزة التابعة لحركة “حماس”.
وجاء ذلك في وقت وعد متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية بـ”ضربة قاضية”، بعد ساعات من انتهاء الهدنة. وقال إيلون ليفي في تصريح صحفي: “ستتلقى حماس الآن ضربة قاضية”، مشيرًا إلى أن الحركة لم تسلم قائمة الرهائن التي تعتزم الإفراج عنهم مقابل الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين وفقًا للاتفاق الساري للهدنة. ولقد أطلقت صاروخًا على أراضي إسرائيل قبل انتهاء الهدنة في الساعة السابعة صباحًا يوم الجمعة. وأضاف: “للأسف، قررت حماس إنهاء الهدنة دون الإفراج عن جميع النساء المختطفات”. ومع ذلك، أفاد مصدر إسرائيلي غير معروف الهوية للبث الإسرائيلي أنه إذا تعهدت حماس بالإفراج عن المختطفات لديها ، فإن إسرائيل مستعدة لوقف القتال لمدة يوم واحد. وقال المصدر: “سوف تستمر الحرب في قطاع غزة حتى يتم القضاء على حركة حماس”، وأشار أيضًا إلى أن إسرائيل لا تعتزم العودة للمفاوضات. ومع ذلك، أضاف أن إسرائيل “مستعدة لتعليق العمليات القتالية لمدة يوم واحد إذا تسلمت حماس النساء المختطفات”. ونقل المصدر الذي وصفته بالسياسي قوله: “من المتوقع أن يمتد القتال عدة أيام حتى تعلن حماس رغبتها في الإفراج عن المختطفين”، ودعا الحركة إلى تقديم قائمة تضم عشرات النساء “لدراسة هدنة لمدة يوم واحد وفقًا للمعايير المتفق عليها” ، حسب ما ذكرت وكالة أنباء العالم العربي.
مع استئناف القصف، أشارت مصادر مصرية وقطرية إلى أنه يجري الحديث عن وقف الأعمال العسكرية في الوقت الحالي بالرغم من انتهاء الهدنة واستئناف القصف، ويتم طرح تساؤلات حول ما سيحدث للجبهة اللبنانية وما إذا كانت ستشتعل من جديد، إلى جانب التأثير المتوقع على الأوضاع في العراق وسوريا والمنطقة بشكل عام.
حمّلت “حماس” إسرائيل مسؤولية استئناف الأعمال العسكرية، مؤكدة عدم استجابتها لعروض الإفراج عن المزيد من الرهائن خلال الليل. وأعلنت الحركة في بيان: “قدمنا عروضًا لتبادل الأسرى وكبار السن، وأيضًا لتسليم جثامين الأسرى الذين قتلوا جراء القصف الإسرائيلي”، مؤكدة رفض إسرائيل هذه العروض “لأن لديها قرارًا مسبقًا باستئناف العدوان الإجرامي”. ونقلت وكالة أنباء العالم العربي عن “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية، يوم الجمعة، أنها أسقطت طائرة بدون طيار إسرائيلية في المنطقة الوسطى بقطاع غزة. وذكرت سرايا القدس في بيان مقتضب عبر تطبيق تليجرام أن الطائرة من طراز “سكاي لارك” دون الخوض في التفاصيل.
تمكنت الهدنة التي استمرت لمدة سبعة أيام وبدأت في 24 نوفمبر وتم تمديدها مرتين، من تبادل العديد من الرهائن المحتجزين في غزة بمئات من السجناء الفلسطينيين وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
في جنيف، أدانت الأمم المتحدة يوم الجمعة استئناف العمليات العسكرية في غزة ووصفت الأعمال القتالية هناك بأنها “كارثية” وحثت الأطراف على ضمان الالتزام بوقف إطلاق النار. ونقلت “رويترز” تصريحات المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك قائلاً “أعيدت بدء الأعمال القتالية في غزة وهذا أمر مأساوي”. وأضاف مجددًا “أحث جميع الأطراف والدول التي لها تأثير على تكثيف الجهود، فورًا، لضمان وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وحقوق الإنسان”. وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في منشور على منصة إكس عن أسفه لاستئناف القتال وعن تمنيه للوصول إلى هدنة جديدة. وكتب غوتيريش “أنا محزون للغاية لاستئناف العمليات العسكرية في غزة… عودة إلى الأعمال القتالية تؤكد أهمية التوصل إلى وقف حقيقي لإطلاق النار لأسباب إنسانية”. وفي نداء لإيقاف دائم لإطلاق النار، وصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) التقاعس عن التحرك بشأن غزة بأنه “موافقة على قتل الأطفال”. وقال جيمس إلدر المتحدث باسم يونيسف في مؤتمر صحفي عبر رابط فيديو من غزة “يجب تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار”. وأضاف “التقاعس عن التحرك هو تحديداً موافقة على قتل الأطفال… من مضيعة الوقت أن نعتقد أن زيادة الهجمات على سكان غزة ستؤدي إلى شيء آخر غير مذبحة”.