هل صدق الوعد الأوكراني وبدأ بالفعل الهجوم المضاد الذي سبق أن لوحت به كييف قبل أشهر طويلة؟
سؤال لا يزال عالقا في متاهة من التصريحات المتداولة التي لم تؤكدها أوكرانيا رسميا، ما يرفع منسوب الضبابية حول خطوة قد تدفع بمسار الحرب نحو منعطف جديد.
“بدأ بالفعل”
واليوم الخميس، نقلت قناة “إن.بي.سي نيوز” الأمريكية عن ضابط رفيع وجندي قرب الخطوط الأمامية الأوكرانية قولهما إن أوكرانيا بدأت هجومها المضاد على روسيا.
ونقلت الصحيفة عن 4 مصادر عسكرية أوكرانية، قولها إن قوات كييف كثفت هجماتها على خط المواجهة جنوب شرقي البلاد، إيذانا ببدء الهجوم المضاد.
ونوهت إلى أن مصادرها تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها، كونها غير مخولة بالإدلاء بتصريحات إعلامية حول التطورات في ساحة المعركة.
وبحسب الصحيفة، فإن بدء الهجوم المضاد يفتح مرحلة جديدة في الحرب تستهدف استعادة المناطق التي سيطرت عليها روسيا، والاحتفاظ بالدعم الغربي المادي والعسكري.
تكتم؟
ورغم التصريحات الروسية المتواترة ببدء الهجوم الأوكراني المضاد، إلا أن المتحدث باسم الجيش الأوكراني نفى الأمر، وقال: “ليس لدينا معلومات حول انطلاق الهجوم المضاد ضد روسيا”.
ولا يعتبر موقف الجيش مستغربا في ظل ما تفرضه الحرب من تكتم، وسعي كييف لاستثمار عنصر المباغتة في محاولة لقلب موازين القوة على الأرض ومن ثم المضي قدما نحو طاولة المفاوضات بحظوظ أوفر.
وسبق أن قال مسؤولون أوكرانيون إنّ قواتهم باتت مستعدّة لشنّ هجوم مضاد مرتقب، ولكن لن يكون هناك اي إعلان رسمي عن توقيت انطلاقه.
أما نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار، فكانت أكثر وضوحا بالقول إن “الخطط تحب الصمت”، مضيفة أن “الهجوم لن يبدأ على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وفي غضون الأخبار المتداولة حول بدء الهجوم المضاد، أعلنت روسيا الخميس صدّ هجوم للقوات الأوكرانية شارك فيه 1500 جندي في منطقة زابوريجيا الواقعة جنوبا، بعد معركة استمرت ساعتين.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو: “اليوم عند الساعة 1,30 صباحا (22,30 ت غ) في منطقة زابوريجيا جرت محاولة لاختراق دفاعاتنا”، مضيفا: “تم وقف العدو وتراجع بعد خسائر فادحة”.
كما أشار إلى أنّ “القوات الأوكرانية استخدمت في هجومها 150 عربة مدرّعة”.
ولا يعتبر الهجوم الأول من نوعه هذا الأسبوع، حيث سبق أن أعلنت موسكو أنّها صدّت عدّة هجمات شنّتها القوات الأوكرانية.