اجتماعات أمريكية صينية رفيعة تنبض على وقع غير منتظم يخفض منسوب التوقعات بتغيير أساسيات المنافسة بين البلدين.

ورغم التفاؤل حيال ما يمكن أن تحمله اللقاءات من آمال بانفتاح بكين على الحوار، لكن عوامل عديدة تظل عالقة بوجه انفراجة كاملة بالعلاقات وفق إعلام أمريكي.

صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية نقلت عن محللين قولهم إن الاجتماعات رفيعة المستوى المنعقدة هذا الأسبوع بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين ترجح أن تكون بكين منفتحة على إعادة بدء الحوار.

خطوة تأتي في حال تحققت بعد رفضها المبادرات الأمريكية لشهور إثر الكشف عن منطاد تجسس صيني في الأجواء الأمريكية.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن الرئيس جو بايدن كان يعرض منذ شهور التحدث مع نظيره شي جين بينغ، لكن لم يرد الأخير على ذلك. لذا تمثل سلسلة الاجتماعات المفاجئة هذا الأسبوع تغييرا من جانب بكين تحديدا.

وفي المحادثات غير المعلنة المنعقدة يومي الأربعاء والخميس، تحدث مستشار الأمن القومي جيك سوليفان وكبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي، لأكثر من ثماني ساعات في فيينا.

وبحسب بيان من البيت الأبيض، أجرى الجانبان “مناقشات صريحة وجوهرية وبناءة” بشأن قضايا رئيسية من بينها العلاقة الأمريكية الصينية الثنائية.

وفي بكين، التقى وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو مع السفير الأمريكي نيكولاس بيرنس فيما وصفه الأخير بـ”مناقشة مفتوحة ومفصلة بشأن العلاقة التجارية الثنائية”.

ويوم الإثنين، التقى بيرنز مع وزير الخارجية الصيني تشين قانغ، وتحدثا عن ضرورة “استقرار” العلاقات الصينية الأمريكية.

حراك 

 

ويأتي هذا النشاط، وهي المحادثات الأرفع مستوى منذ شهور، بينما تواصل الصين حملتها الدبلوماسية في أوروبا وتستفيد من المكاسب الدبلوماسية الأخيرة، من دور الوساطة في العلاقات السعودية الإيرانية إلى الشراكة مع روسيا، إلى تقديم نفسها على أنها قائد عالمي موثوق فيه.

وقالت أماندا هسياو، كبيرة المحللين الصينيين في مجموعة الأزمات الدولية: “في الوقت الذي يعملون فيه بنشاط على جذب الأوروبيين ويحاولون إقناعهم بشق طريق مستقل عن الولايات المتحدة في طريق تعاملهم مع الصين، من مصلحتهم تقديم صورة عن إدارة المنافسة بمسؤولية.”

وزار تشين برلين وباريس وأوسلو هذا الأسبوع لإجراء محادثات، وسيسافر الممثل الصيني الخاص لشؤون أوراسيا، لي هوي، الذي كان سفيرا لبكين لدى موسكو، إلى أوكرانيا وبولندا وفرنسا وألمانيا وروسيا بداية من الإثنين، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الصينية.

وكانت هناك بارقة أمل نهاية العام الماضي، بعدما التقى بايدن مع شي في بالي في نوفمبر/تشرين الثاني المنقضي، بأن العلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم ربما تتحسن.

لكن توقف كل ذلك عندما اكتشفت السلطات الأمريكية في فبراير/شباط الماضي منطاد صيني مزود بقدرات مراقبة يحلق فوق الولايات المتحدة. وألغى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي كان من المقرر أن يزور بكين استكمالا للقاء بايدن وشي، رحلته وجمدت معظم قنوات الحوار على مستوى العمل.

ومنذ ذاك الحين تجاهلت الصين واشنطن بينما تحاول صقل صورتها كقائد عالمي بديل قادر على التوسط في أزمات دولية مثل أوكرانيا.

وفي الوقت نفسه، عانت الصين في ظل القيود الأمريكية على الصادرات التكنولوجية، وتابعت استمرار تواصل المسؤولين الأمريكيين مع خصمها تايوان، وتوسيع الوصول العسكري بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن التوقعات منخفضة بشأن أن مثل هذا الحوار على أساس غير منتظم سيغير أساسيات المنافسة بين البلدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *