تشهد بعض مناطق خيرسون التي استعاد الجيش الأوكراني السيطرة عليها من روسيا عودة تدريجية للسكان رغم الدمار الكبير الذي لحق بها نتيجة الحرب الدائرة في البلاد منذ أواخر فبراير/ شباط الماضي.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!
وفي إطار الهجمات المضادة التي أطلقتها القوات المسلحة الأوكرانية ضد الجيش الروسي في مناطق لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وخاركيف وزاباروجيا، استعادت قوات كييف حتى اليوم 90 منطقة في خيرسون وحدها.
المنطقة التي ظلت قرابة 7 أشهر تحت سيطرة القوات الروسية، شهدت خلالها اشتباكات عنيفة أدت إلى انقطاع خدمات الكهرباء والمياه والغاز عن السكان.
وعقب عودتها إلى سيطرة القوات الأوكرانية، تحاول هذه المناطق في الوقت الراهن تضميد جراح الحرب والاشتباكات التي شهدتها طوال الفترة الماضية.
ونتيجة للمعارك التي كانت دائرة فيها، تم إخلاء قرابة 80 بالمئة من السكان المدنيين بالمنطقة، ولم يتبق فيها سوى المسنين أو ممن ليس لديهم مكان يتوجهون إليه.
فيليكا أليكساندريفكا، إحدى مناطق خيرسون التي استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها في 4 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وقامت بتطهيرها من الألغام، قبل أن تبدأ حركة العودة التدريجية للسكان.
وتزامناً مع انخراطهم هذه الأيام في تحضيرات لاستقبال موسم الشتاء، يواصل سكان فيليكا أليكساندريفكا حياتهم معتمدين على المساعدات الإنسانية والدعم الذي يوفره المتطوعون.
وحاليا يقوم السكان العائدون إلى فيليكا أليكساندريفكا، بترميم وتنظيف منازلهم التي طالتها آثار الحرب والمعارك العنيفة، حيث اقتصرت العودة في الغالب على الرجال فقط دون بقية أفراد الأسرة.
الجنود الروس “أخذوا كل شيء”
من بين المدنيين العائدين إلى فيليكا أليكساندريفكا، أوكسانا موروز البالغة من العمر (35 عاماً).
تقول موروز للأناضول، إنها مع انطلاق المعارك في منطقتها “نزحت برفقة زوجها وأولادها إلى إحدى مدن منطقة دنيبرو التي لا تبعد كثيرا عن فيليكا أليكساندريفكا”.
موروز التي تعمل مدرّسة في المرحلة الابتدائية تضيف، أنها “قررت العودة إلى منزلها بعد اعتقادها بأن الأمان قد عاد إلى المنطقة، حيث تنشغل حالياً بتنظيفه وترميمه برفقة صديقاتها”.
وتردف: “لدينا سبب لنشعر بالسعادة إزاء عودتنا إلى ديارنا”.
وتشير موروز، إلى أن “الجنود الروس عاشوا في منزلها 7 أشهر، ولدى مغادرتهم إياه أخذوا معهم كل ما فيه”.
فرحة كبيرة وشعور مميز
من جهتها، تقول تاتيانا ياروشيفيتش، للأناضول، إنها وزوجها “لم يتركا منزلهما بالرغم من ظروف الحرب التي شهدتها المنطقة”.
وتضيف أنه مع حلول مارس/ آذار الماضي، “سيطرت القوات الروسية على المنطقة، ما دفع أولادها وأحفادها لترك ديارهم والنزوح إلى مناطق آمنة”.
وبعد استعادة القوات الأوكرانية سيطرتها على المنطقة، عاد أولاد وأحفاد ياروشيفيتش إلى ديارهم، ليشاركوها في الاحتفال بعيد ميلادها الـ 66، وفق ما تقول.
وحول الظروف التي قضت فيها وقتها خلال سيطرة القوات الروسية على المنطقة أوضحت ياروشيفيتش، أنها “ظلت مع زوجها في الملجأ 4 أشهر، وذلك لعدم تمكنهم من الخروج بسبب شدة الاشتباكات”.
وأكدت أن “استعادة الجيش الأوكراني السيطرة على المنطقة جعلتهم يشعرون بالحرية”، مردفة: “عشنا فرحة كبيرة، إنه شعور مميز بالنسبة لنا”.
ومنذ 24 فبراير الماضي، تشن روسيا هجوما عسكريا في جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم في مقدمتها واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.